الموصل، العراق، 26 أكتوبر 2007 (Zenit.org) – قال أحد الكاهنين الكاثوليكيين اللذين اختطفا في العراق لمدة أسبوع إن نداء البابا بندكتس السادس عشر من أجل إطلاق سراحهما أعطاهما الشجاعة خلال وضعهما الصعب.

الأب مازن إشوا، 35 عاماً، والأب بيوس عفاص، 60 عاماً، كانا قد اختطفا يوم 23 أكتوبر في طريقهما إلى قداس جنائزي. في اليوم التالي، وخلال صلاة التبشير في الفاتيكان، وجه قداسة البابا نداء لإطلاق سراحهما. وبعدها بأسبوع، رحب قداسته بخبر تحرير الكاهنين.

"منحنا النداء الشجاعة وحض معتقلينا على تحريرنا. لقد ساعدنا ذلك كثيراً"، هذا ما أعلنه الأب عفاص عبر أثير إذاعة الفاتيكان يوم الاثنين الماضي. وأضاف: "لم نخضع للتعذيب  [...] عشنا لحظات صعبة رغم أني لم أفقد الأمل أو الثقة أو روحية الصلاة".

وعبر الكاهن عن فرحته وامتنانه "للتضامن الكبير" الذي تلقاه مع زميله من كل أنحاء العالم، وللصلوات الكثيرة، ولنداء البابا.

قال الأب عفاص أن سراحه أطلق مع الأب إشوا صباح يوم الأحد فأخذا فوراً سيارة أجرة وتوجها إلى كنيستهما. واحتفلا معاً بقداس بعد الظهر. "كان هناك الكثير من الناس الذين حضروا لتقديم صلاة الشكر لله. كانت لحظة مؤثرة جداً، جداً".

ابقوا في بلدكم

رغم تجربته السيئة، شجع الأب عفاص المسيحيين على البقاء في الموصل.

وأضاف: "يساورنا القلق الشديد من أن تؤثر هذه الحادثة على صداقتنا مع إخواننا المسلمين الذين عشنا معهم لقرون طويلة. وهذا ما قلناه لخاطفينا: لا نريد تدمير هذه الصداقة وفقدان روح الأخوة بين المسلمين والمسيحيين. لذلك، سوف نبقى في العراق. لسنا مستعدين للاستسلام لأننا معاً - مسلمين ومسيحيين - موجودون معاً للحفاظ على السلام بين العراقيين".

من جهته، قال الأسقف الكاثوليكي، باسيل جورج كاسموسا، من الموصل: "نشعر بالقلق حيال المستقبل. نحن نمثل أقلية في العراق ويخضع العديد من المسيحيين العراقيين للضغط لكي يغادروا منازلهم في بغداد أو الموصل. هناك عائلات كثيرة تغادر هاتين المنطقتين. فهم يتلقون أحياناً تهديدات لإجبارهم على ترك ديارهم لكن في أحيان أخرى، يجبرون على الاهتداء إلى الإسلام مقابل حريتهم وإلا يضطرون إلى المغادرة".

"لطالما كانت علاقتنا مع المسلمين جيدة جداً. لقد عشنا في جو من الصداقة والتعاون. لكن اليوم، وبسبب التيار المتطرف الذي يحارب الوجود الأميركي، أصبح الوضع خطراً للغاية بالنسبة لنا".