التنوع المشروع لخيارات المسيحيين السياسية

مداخلة للكاردينال مارتينو

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

روما، 10 أكتوبر 2007 (ZENIT.org) – أشار الكاردينال مارتينو إلى أن التنوع “المشروع” لخيارات المسيحيين في حقل السياسة يفترض خيارات سياسية لا تتعارض والإيمان.

وكان الكاردينال ريناتو رافايلي مارتينو، رئيس المجلس البابوي للعدالة والسلام، قد افتتح في الأرجنتين “أيام التبشير بالثقافة” بتنظيم من جامعة سالتا الكاثوليكية والجامعة الحبرية في الأرجنتين بعنوان: “إلتزام المؤمنين العلمانيين المسيحيين في المجتمع المدني وفي السياسة”.

وقال الكاردينال مارتينو: “لا يمكن للإيمان المسيحي أن يُترجَم يوماً موقفاً سياسياً واحداً: فادّعاء أن حزباً أو خياراً سياسياً واحداً فقط يناسب خبرات الإيمان والحياة المسيحية لهو لبس خطير… وسيكون تنوع الخيارات أمراً مشروعاً على الدوام، طالما أن الأحزاب والخيارات المعنية لا تتعارض مع الإيمان المسيحي والقيم المسيحية”.   

وأضاف قائلاً: “إن الكنيسة تعلم أنه ليس من صلاحياتها فرض عقيدتها على الصعيد السياسي، سيما وأن هدفها يقضي بخدمة إعداد الضمائر في السياسة والمساهمة في تنمية إدراك المقتضيات الحقيقية للعدالة والجهوزية للعمل بموجبها، ولو على حساب المصالح الشخصية”.

وشدّد الكاردينال على “البعد الأخلاقي الضروري للحياة الإجتماعية والسياسية، لا كبعد إختياري، بل كبعد أساسي لا تعتمد عليه نوعية حياة الأشخاص والعائلات والمؤسسات والدولة فحسب، وإنما أيضاً بشكل مطلق بقاؤها جميعاً على قيد الحياة”. 

“إن إهمال البعد الأخلاقي يؤدي لا محالة إلى تجريد الحياة والمؤسسات من طابعها الإنساني ، ما يحوّل الحياة الإجتماعية والسياسية إلى غابة يسيطر فيها منطق الأقوى”.

وتابع يقول: “إن التعليم الإجتماعي للكنيسة لا يهدف إلى إملاء القوانين على السلطات العامة، ولا إلى التحيّز لهذا الحزب أو ذاك”، بل بالأحرى إلى إنقاذ الشخص البشري وتجديد المجتمع الإنساني”.

ورأى الكاردينال مارتينو أن “المسيحي الذي تحركه المحبة والعدالة، لا يمكنه أن يقبل من دون أن يحرّك ساكناً وجود وعمل ما يُعرف بتراكيب الخطيئة، كالإستغلال المنظّم للأحداث والدعارة على سبيل المثال، والإتجار بالأسلحة، واستمرار الحروب والنزاعات المدنية، وعمليات التطهير العرقي، والتشريعات الداعمة للتمييز العنصري، والفساد السياسي، والإتجار بالمخدرات، وغيرها من الوقائع المهولة”. بل على العكس، عليه أن يواجهها بتنديد صريح لا لبس فيه.

وقد حصل الكاردينال مارتينو على شهادة دكتوراه فخرية من جامعة سالتا الكاثوليكية وترأس الذبيحة الإلهية لافتتاح هذه الأيام في كابيلا الجامعة. 

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير