الفاتيكان، 10 أكتوبر 2007 (ZENIT.org). – تحدث البابا بندكتس السادس عشر اليوم في مقابلة الأربعاء العامة عن القديس إيلاريوس دي بواتيه، وهو أحد أساقفة القرن الرابع العظام . ولد في بواتييه في فرنسا نحو العام 310 وتلقى ثقافة عالية.
تعود شهرة إيلاريوس إلى مؤلفاته اللاهوتية الكبيرة. فهو كاتب أقدم تعليق وصلنا على إنجيل متى باللغة اللاتينية، إضافة إلى أشهر كتاباته: “في الثالوث” الذي يعرض فيه مسيرته نحو الله. هذا وترك إيلاريوس أيضًا كتابًا علق فيه على المزامير، فشرحها انطلاقًا من الإيمان الكريستولوجي وعلى ضوء سر المسيح الفصحي. وقد استشهد البابا بهذا الشأن بإيلاريوس القائل: “ما من شك أن كل الأشياء المقولة في المزامير، يجب فهمها بحسب التبشير الإنجيلي، لكيما يتم قراءة كل شيء، بغضّ النظر عن هوية الصوت النبوي الذي تكلم، على ضوء معرفة مجيء ربنا يسوع المسيح، تجسده، آلامه، وملكه ومجد وقوة قيامتنا”.
وفي إطار شرح الكتاب المقدس، ترك إيلاريوس قاعدة لفهم بعض النصوص التي قد تبدو متناقضة ومنافية لمساواة الآب والابن في الجوهر. وقال البابا في هذا الإطار: “إذا كانت هنالك بعض النصوص في العهد الجديد التي قد تجعلنا نعتقد بأن الابن هو أدنى من الآب، يقدم إيلاريوس قواعد دقيقة لتحاشي التفاسير المضللة. بعض نصوص الكتاب المقدس تتحدث عن يسوع كإله، بينما بعضٌ آخر يسلط الضوء على إنسانيته. البعض يشير إلى كيانه الأزلي لدى الله؛ بعضٌ آخر ينطلق من اعتبار حالة اتضاعه (kenosis)، وتنازله حتى الموت؛ وأخيرًا بعض النصوص تتحدث عنه في مجد القيامة”.
على صعيد آخر، تحدث البابا عن روح المصالحة لدى القديس، فقال: “بالنسبة لي، هذا أيضًا يبدو أمرًا يميز إيلاريوس: روح المصالحة التي تسعى إلى فهم الذين لم يتوصلوا بعد إلى ملء الإيمان، ومساعدتهم، بذكاء لاهوتي كبير، إلى الوصول إلى ملء الإيمان الحق بألوهية الرب يسوع المسيح”.