وقال صفير: “ان الزواج المسيحي يشبه اتحاد المسيح بكنيسته ولهذا ان الآباء نظروا الى الزواج نظرتهم الى شيء رفيع متسام. فقد نظروا اليه نظرتهم الى سر، لأن المسيح هو من جعله سرا.
وان المجمع التريدنتيني كرس سرية الزواج في وجه الذين أنكروا أن الزواج سر من الاسرار السبعة، وكونه سرا نابعا من عمل المسيح الخلاصي. والمجمع التريدنتيني هو أول من تكلم عن النعمة الخاصة بسر الزواج. ولهذه النعمة ثلاث غايات: “انها تكمل المحبة الطبيعية وترفعها الى عل، وتثبت الوحدة غير المنفصمة، وتقدس الزوجين” “.
ومن ناحيته استند المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني الى رسالة البابا بيوس الحادي عشر في الزواج وعنوانها: الزواج الطاهر الصادرة في 31 كانون الاول سنة 1930. وقد تحدث المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني في وثيقتيه: “نور الامم، وفرح ورجاء”، وجمع في نظرة واحدة جميع ابعاد الزواج، وعناصره المتناسقة. وعلق البطريرك على التقدم الذي حققه المجمع فقال: “ان جوهر هذا التقدم هو عرض سر الزواج في ضوء تاريخ الخلاص، والعهد الذي قطعه الله مع الناس، والذي قام بين المسيح والكنيسة. والعهد الذي اشار اليه العهد القديم، والقائم بين الزوجين، استعاده المجمع من خلال العودة الى بعض الانبياء: هوشع، وارميا، وحزقيال، وخصوصا من خلال رسالة القديس بولس الى اهل افسس. وهكذا سلط المجمع الضوء على علاقة المسيح بالكنيسة وبالحياة الزوجية”.
كما وتطرق البطريرك إلى النعمة الأسرارية التي يتحدث عنها المجمع الفاتيكاني، فشرح أنها تظهر بوضوح في سر الزواج، وهي “ليست نعمة خاصة، بل هي تؤسس جماعة بواسطة الروح القدس الوحيد من اجل وحدة جسد المسيح الذي هو الكنيسة، ونعمة السر تجعل من العائلة “كنيسة منزلية”، وهي اصغر الكنائس ولكنها كنيسة حقيقية، وجماعة مفتدين، ومكرسين، وكنيسة منزلية مفتوحة على العالم”.