قال البابا: “الطابع الرهباني” يضفي بعدًا خاصًا على علاقة الأسقف مع مدينته. مثل الرسل، الذين صلى لأجلهم يسوع في العشاء الأخير، كذلك الرعاة ومؤمنو الكنيسة، هم “في العالم” (يو 17، 11) ولكنهم “ليسوا من العالم”. لذا على الرعاة – كان أوسابيوس يحض مذكرًا – أن يحثوا المؤمنين ألا يعتبروا مدينة هذا العالم كمرتع ثابت، بل أن يطلبوا المدينة المستقبلية، أورشليم السماوية التي لا تزول”.
وتابع البابا: “تسمح هذه “الذخيرة الاسكاتولوجية (الأخروية)” للرعاة والمؤمنين أن يحافظوا على سلم قيم سليم، دون أن ينصاعوا أبدًا لموضة الساعة ولمزاعم السلطان السياسي الراهن”.
وأصاف أيضًا: “سلم القيم الأصيل – بحسب ما تعلمنا إياه سيرة القديس أوسابيوس بكاملها – لا يأتي من أباطرة البارحة أو اليوم، بل من يسوع المسيح، الإنسان الكامل، المساوي للآب في الألوهة، ومع ذلك هو إنسان مثلنا”.
وذكر بندكتس السادس عشر أن القديس أوسابيوس كان “يحض مؤمنيه بحرارة لكي يحافظوا بعناية على الإيمان، وعلى روح التوافق، ولكي يكونوا مثابرين على الصلاة”.
وتوجه البابا إلى لفيف المؤمنين المحتشد في ساحة القديس بطرس قائلاً: “أيها الأصدقاء الأعزاء، أنا أيضًا أحضكم بكل قلبي على اعتناق هذه القيم الأزلية، بينما أحييكم وأبارككم بالكلمات عينها التي يختم بها الأسقف القديس أوسابيوس رسالته الثانية: “أتوجه إليكم جميعًا، أيها الإخوة والأخوات القديسين، أيها الأبناء والبنات، المؤمنين من الجنسين، ومن كل عمر، حبذا لو تتكرمون … بحمل تحياتنا حتى إلى أولئك الذين هم خارج الكنيسة، والذين يتكرمون علينا بمشاعر الود”.
البابا: "سلم القيم الأصيل لا يأتي من أباطرة البارحة أو اليوم، بل من يسوع المسيح"
الفاتيكان، 18 أكتوبر 2007 (ZENIT.org). – بين البابا بندكتس السادس عشر، في كلامه عن القديس أوسابيوس من فيرتشيلي أن الطابع التأملي والنسكي في الحياة المسيحية، لا يبعد المسيحي عم مسؤولياته في العالم، بل يجعله حاضرًا بالطريقة التي تميز وجود الإنسان المسيحي، أي أن يكون في العالم، دون أن يكون من العالم.