الفاتيكان، 18 أكتوبر 2007 (ZENIT.org). – رسم البابا بندكتس السادس تصويرًا نموذجيًا للأسقف والراعي القديس ، وذلك في معرض حديثه في مقابلة الأربعاء العامة نهار الأربعاء 17 أكتوبر 2007 عن الأسقف القديس أوسابيوس من فرتشيلي، أول أسقف في إيطاليا الشمالية لدينا معلومات أكيدة بشأنه.
شرح البابا بأن أهمية هذا القديس تعود إلى أنه أسس جماعة كهنوتية تشبه الجماعات الرهبانية، متأثرًا بالقديس أثناسيوس، الذي كان قد كتب سيرة القديس أنطونيوس الكبير، أب الرهبان في الشرق، وكان لهذه الجماعة وقعها في إعداد الكهنة في شمال إيطاليا فقد أسهمت في إعداد كثير من الكهنة والأساقفة القديسين مثل أمبروسيوس في ميلانو ومكسيموس في تورينو.
أما أهم مزايا هذا الراعي الغيور فنجدها في رسائله إلى أهل فرتشيلي، عندما كان منفيًا من قبل الأريوسيين في فلسطين. وتعبر هذه الرسائل بشكل خاص عن المحبة والعطف الذي رعى من خلالهما هذا الأسقف القديس أبرشيته. وقد استشهد البابا بالرسالة التي كتبها أوسابيوس من منفاه في شيتوبوليس (فلسطين)، “إلى الإخوة الأحباء والشيوخ الذين أشتاق إليهم، دون نسيان الشعوب القديسة الصامدة في الإيمان في فرتشيلي، نوفارا، إيفرية وتورتونا”، معلقًا بالقول: ” إن هذه التعابير الأولية، التي تبين عن مشاعر الراعي الصالح أمام قطيعه، تجد صدىً واسعًا في ختام الرسالة، في التحيات الحارة جدًا التي يوجهها هذا الأب لجميع أبنائه ولكل منهم، في فرتشيلي، مع تعابير تفيض عطفًا ومحبة”.
وأشار البابا إلى مزية أخرى عندما استشهد بطلب أوسابيوس إلى أبنائه وبناته حيث يرجوهم أن يحيوا “حتى أولئك الذين هم خارج الكنيسة، والذين يتكرمون علينا بمشاعر الود”، واعتبر الأب الأقدس هذا الطلب “علامة واضحة أن علاقة الأسقف مع مدينته لم تكن محصورة بالجماعة المسيحية، بل كانت تمتد أيضًا إلى الذين هم خارج الكنيسة، ولكنهم كانوا يعترفون بشكل ما بسلطة هذا الرجل الروحية وكانوا يحبونه”.
أما المزية الثالثة، فاستخلصها البابا من رسالة وجهها القديس أمبروسيوس إلى أهل فرتشيلي، بعد 20 عامًا من وفاة القديس، وصف فيها أوسابيوس بالراعي الذي كان يقود كنيسته بتقشف الصوم. وعلق البابا قائلاً: “بالواقع، كان أمبروسيوس مسحورًا – كما يعترف هو بالذات – بالمثال الرهباني في تأمل الله، الذي كان يعيشه أوسابيوس على خطى النبي إيليا”.
هذا ويشير أمبروسيوس إلى أن أسقف فرتشيلي كان أول من جمع كهنته في حياة مشتركة وأدبهم على “حفظ القوانين الرهبانية، رغم عيشهم في وسط المدينة”.
خلاصة القول، كان أوسابيوس، أسقفًا “يحمل على عاتقه قضية شعب فرتشيلي المقدس، كان يعيش في المدينة كراهب، فاتحًا المدينة نحو الله”.
مزايا الأسقف القديس بحسب البابا بندكتس السادس عشر
العيش في المدينة كراهب، لفتح المدينة نحو الله