الفاتيكان، 18 أكتوبر 2007 (ZENIT.org) – ننشر في ما يلي نص البيان الصادر عن “اللجنة المختلطة العالمية للحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية بأسرها” الذي نشرته دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي عقب الدورة العاشرة العامة للجنة التي أنهت أعمالها يوم الأحد الفائت وعُقدت بين 8 و14 أكتوبر الجاري في رافينا، إيطاليا.
* * *
عُقد اللقاء العاشر لـ”اللجنة المختلطة العالمية للحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية بأسرها” في رافينا، إيطاليا، وهي مدينة تتميز بتحفها التاريخية والفنية التي يعود قسم كبير منها إلى الحقبة البيزنطية، بين 8 و14 أكتوبر الجاري، بضيافة رئاسة أبرشية رافينا-شيرفيا.
شارك في اللقاء 27 من أصل 30 عضواً كاثوليكياً في اللجنة (من كرادلة ورؤساء أساقفة وأساقفة وكهنة وعلماء لاهوت علمانيين) إلى جانب الأعضاء الأرثوذكس (من ميتروبوليت وأساقفة وكهنة وعلماء لاهوت علمانيين) ممثلين البطريركية المسكونية، وبطريركية الإسكندرية، وبطريركية إنطاكية، وبطريركية القدس، وبطريركية موسكو، وبطريركية صربيا، وبطريركية رومانيا، وبطريركية جورجيا، وكنيسة قبرص، وكنيسة اليونان، وكنيسة بولندا، وكنيسة ألبانيا، وكنيسة تشيكيا وسلوفاكيا، وكنيسة فينلندا وكنيسة أستونيا الرسولية. وقد غاب ممثلو بطريركية بلغاريا عن اللقاء.
وقد عملت اللجنة بقيادة الرئيسين، الكاردينال فالتر كاسبر واليمتروبوليت جون أوف بيرغامون، يعاونهما أمينا السر، الميتروبوليت جيناديوس ساسيما (البطريرك المسكوني) والمونسنيور إليوتيريو فورتينو من المجمع البابوي لتعزيز الوحدة بين المسيحيين.
وقد استُهلّت الدورة في “بازيليك القديس أبولينير إن كلاسّي” عشية الثامن من أكتوبر بصلاة المساء التي ترأسها رئيس أساقفة رافينا المونسنيور جوسيبي فيروكي وبصلاة تلاها الأعضاء الأرثوذكس.
وتوجه رئيس أساقفة رافينا إلى الحضور بالقول: “يسعدنا حضوركم معنا هنا. وينضمّ إليكم في الصلاة جمعيتانا التأمليتان والرهبان والراهبات والكهنة والرعايا. وفيما أنتم منشغلون بالحوار، بحثاً عن سبيل يقرّبنا أكثر من الشراكة الكاملة، نحن من جهتنا لن نشتّت انتباهكم، بل سنحوطكم بعطفنا وصلواتنا”.
وقد زارت اللجنة مركز الشرطة حيث كان في استقبالها رئيس قسم الشرطة فلوريانا دي سانكتيس الذي أعرب عن أمله بأن “تكون الرغبة في الحوار، وفي فهم الآخر وفهمه لنا، الذي يميّز اللجنة المختلطة، علامةً نحذو جميعاً حذوها في حياتنا اليومية”. كما حضر اللقاء عميد المدينة، ورئيس المنطقة ورئيس المحافظة، بالإضافة إلى ممثلين آخرين عن السلطات المدنية.
وقد انصبّت أعمال اللجنة على موضوع “التبعات الإكليزيولوجية والكنسية للطبيعة الأسرارية للكنيسة: الشراكة الكنسية والمجمعية والسلطة في الكنيسة”. وكانت هذه الدراسة قد استُهلّت في الدورة السابقة التي جرت في بلغراد بين 18 و25 سبتمبر 2006 على أساس مسودة أعدّتها لجنة التنسيق المشتركة في موسكو في العام 1990 والتي لم يكن قد تمّ التطرق إليها حتى الآن في دورة عامة. وقد جرى خلال هذا اللقاء إستكمال الدراسة والموافقة على نص مشترك يشكل قاعدة ثابتة لعمل اللجنة في المستقبل.
خلال اليوم الأول من اللقاء وكما جرت العادة في هذه اللجنة، التقى الأعضاء الكاثوليك والأرثوذكس كل على حدة لتنسيق أعمالهم. وقد قدّم مندوب بطريركية موسكو خلال اللقاء الأرثوذكسي قراراً لبطريركيته بالإنسحاب من اللقاء نظراً لحضور مندوبين من كنيسة أستونيا التي تعتبرها البطريركية المسكونية “مستقلة”، وهو وضع لا تعترف به بطريركية موسكو، بالرغم من أن البطريركية المسكونية وبتوافق كافة الأعضاء الأرثوذكس كانت قد قدّمت تسوية كان من المفترض أن تقرّ عدم اعتراف بطريركية موسكو بكنيسة أستونيا المستقلة.
ويُتوقع أن تتمحور نقاشات الدورة التالية حول موضوع: “دور أسقف روما في الشراكة الكنسية في الألفية الأولى”، على أن يتقرر مكان وزمان انعقاد اجتماع لجنة التنسيق المقبل في وقت لاحق.
وقد اختتمت الدورة العاشرة العامة أعمالها بالصلاة. فيوم السبت في 13 أكتوبر، احتفل الأعضاء الكاثوليك بالذبيحة الإلهية في كاتدرائية رافينا بحضور الأعضاء الأرثوذكس. في المقابل، ، احتفل الأعضاء الأرثوذكس بالليتورجيا الإلهية يوم الأحد في 14 أكتوبر في بازيليك القديس فيتاليس بحضور الأعضاء الكاثوليك. وقد تميّزت المناسبتان بحضور رئيس أساقفة رافينا وأعضاء الإكليروس والمؤمنين في مدينة رافينا.
كما تميّز لقاء اللجنة المختلطة بروح الصداقة والثقة في التعاون. وقد نوّه أعضاء اللجنة بالإستضافة الكريمة لرئاسة أبرشية رافينا وأودعوا استكمال عمل الحوار إلى صلوات المؤمنين.
رافينا، إيطاليا، في 14 أكتوبر 2007