بيروت، 22 أكتوبر 2007 (Zenit.org). – تنظم مؤسّسة “أديان” اللبنانيّة للدراسات الدينيّة والتضامن الروحي لقاء صلاة في مزار سيدة لبنان في حريصا وذلك نهار السبت الواقع في 27 أكتوبر 2007. يبغي اللقاء الذي عنوانه “معاً في سبيل الوحدة والسلام” الاحتفال بذكرى لقاء أسيزي الذي جمع ممثلين عن أديان العالم في 27 أكتوبر 1986، في مدينة أسيزي الإيطاليّة، بدعوة من السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني، للصلاة من أجل السلام.
كما وجاء في البيان الصحفي الذي تلقته زينيت أن اللقاء يود أن يحمل في نواياه لبنان الذي يمر في “ظروف عصيبة” و”تشنج في المواقف وعنف في الكلام، وضيق لمساحات الحوار والتلاقي، وابتعاد عن القيم المؤسِّسة لحياتنا الإجتماعيّة ومبادئنا الوطنيّة”.
ويود لقاء الصلاة المفتوح إلى المؤمنين من مختلف الديانات أن يعبر “عن حاجتنا في مثل هذه الظروف للعودة الى الله وذواتنا”.
وتابع البيان شارحًا: “فبصلاتنا نلتجئ الى الله التوّاب العادل، الرحمان القادر، فتنكسر القيود التي تسجننا في ذواتنا، ونرتقي نحو الإرادة الإلهية التي تضعنا في حالة من التضامن الروحي والترابط الأخوي. فلا نعد عندها نمثل لوحدنا أمام الله، بل حاملين معنا هموم وآلام وآمال إخوتنا. وتصبح بذلك صلاتنا تعبيراً عن لقائنا في صميم الإيمان بالله الواحد ورجائنا بنعمته الفاعلة ومحبتنا له ولبعضنا البعض”.
كما ويرد اللقاء التأكيد “على أنّ واقع التعايش الإسلامي المسيحي في لبنان هو التزام نحمله بفرح وأمانة ولا نقبل استبداله بأي مشروع آخر. كما ونسعى لأن تكون حياتنا الوطنيّة تعبيراً صادقاً عن هذا الإلتزام الذي نريده مُكوِّناً أساسيّاً لثقافتنا الإجتماعيّة ورسالتنا الحضاريّة على أساسيّ الوحدة والسلام”.
وشرح البيان أن الوحدة لا تعني “الذوبان والإنصهار في بوتقة تلغي خصوصيّة الأشخاص والجماعات”، “ولا تكون بانتصار رأي أو فريق وهزيمة الآخر وتهميشه”، بل “الوحدة التي ننشدها كمؤمنين ونتوق الى عيشها كمواطنين تُعيدنا الى الله الواحد الأحد، الذي خلقنا كنفس واحدة. فهي قبولٌ بالآخر على أنّه جزء من هويتنا الذاتيّة ومسيرتنا الإيمانيّة وحياتنا الوطنيّة. لذلك تدفعنا الوحدة في التعدّديّة المتداخلة الى السعيّ المستمر للإرتقاء الى ما هو أسمى وأرقى من خلال المشاركة في الخيرات وتبادل الخبرات والحوار”.
هذا وأضاف أن الإيمان يذكر بأنّ السلام يأتي من الله و “يقتضي نبذ كل أشكال العنف، في الكلام والفكر والتصرّف، فرديّاً وجماعيّاً، والخروج من الأنانيّات الضيّقة التي تسعى الى تحقيق المصالح الفئوية والخاصة. فالسلام الحقيقيّ هو فضيلة يرغب الإنسان بعيشها ونشرها من حوله، ويُعبِّر عنها بدأً بإلقاء التحيّة وصولاً للإلتزام بالعدالة والمساواة والتضامن والتسامح وحبّ الوطن والسعي لتحقيق الخير العام وتأمين الإستقرار والطمأنينة للجميع”.
وأخيرًا، أشار أن اللقاء يود التعبير عن وعي المشاركين لمسؤوليتهم أمام الله عن بعضهم البعض وعن رسالتهم الوطنيّة، وتابع: “وإن كنّا ندرك بأنّ السياسة هي إدارة صعبة ومُعقّدة للشأن العام، تتشابك فيها كثير من التحدّيات والتناقضات، حتى يُقال فيها بأنها فنّ الممكن، إلاّ أنّنا نرفض بشكل مطلق أن يتعارض العمل السياسيّ والإلتزام الوطني مع القيم المؤسِّسة لحياتنا الإجتماعيّة المشتركة ولكيان لبنان الرسالة، وطن الحريّة والعيش المشترك بين جميع أبنائه”.
وختم البيان: “لذلك فإننا نشجب ونرفض كل نشاط أو مشروع سياسي، فردي أو جماعي، يُهدد الوحدة والسلام في مجتمعنا. ونناشد جميع المواطنين، بمختلف فئاتهم ومواقعهم، الى أن يعودوا الى ضمائرهم، ويتشبثوا بقيمهم الإنسانيّة، ويحافظوا على انسجامهم مع ذواتهم ومبادئهم الإيمانيّة، وليكن الله، إله المحبّة والسلام، حافظاً لهذا الوطن وأبنائه أجمعين”.