البابا: "شهادة حياة الواعظ الشخصية، ومستوى النموذجية في الجماعة المسيحية، يؤثران على فعالية الوعظ"

Share this Entry

الفاتيكان، 24 أكتوبر 2007 (ZENIT.org). – “من الواضح أن شهادة حياة الواعظ الشخصية، ومستوى النموذجية في الجماعة المسيحية، يؤثران على فعالية الوعظ”.

 هذا ما قاله البابا بندكتس السادس عشر في معرض كلامه عن القديس أمبروسيوس ودوره في ارتداد القديس أغسطينوس. فقد جاء هذا الأخير إلى ميلانو كأستاذ في علوم البلاغة: وكان حينها شكوكيًَا، لا مسيحيًا. “كان يبحث – قال البابا –  ولكنه لم يكن قادرًا أن يجد الحقيقة المسيحية فعلاً”.

 “لم تكن عظات أمبروسيوس الجميلة (مع أنه كان يقدرها كثيرًا) وراء تحريك قلب البليغ الإفريقي الشاب، الشكوكي واليائس، ودفعه إلى الارتداد بشكل نهائي – قال البابا موضحًا –  بل كانت شهادة الأسقف وكنيسة ميلانو التي كانت تصلي وتغني بالتحام وكأنها جسد واحد”.

 وقد تأثر أغسطينوس بشهادة كنيسة ميلانو التي كانت “كنيسة قادرة على مقاومة تغطرس الإمبراطور وأمه، اللذين في مطلع العام 386، وطدا النية من جديد على مصادرة مبنى عبادة لصالح الطقوس الأريوسية”، ولشدة تأثره بشجاعة الشعب الذي آثر الموت مع أسقفه، شارك أغسطينوس الذي لم يكن قد ارتد بعد بتحرك الشعب المؤمن.

 هذا وقام البابا بنقل “ايقونة” أخرى يعرضها أغسطينوس في كتاب اعترافاته: حيث يعبر أغسطينوس عن دهشته، لأن أمبروسيوس كان يقرأ الكتاب المقدس بعينيه فقط وفمه مغلق (راجع اعترافات 6، 3)”.

وشرح البابا: “في الواقع، في العصور المسيحية الأولى، كانت القراءة تُفهم فقط من منطلق الإعلان، وكانت القراءة جهرًا تسهل الفهم لمن كان يقوم بالتلاوة ايضًا. وعليه، كانت قدرة أمبروسيوس أن يقرأ الصفحات بعينيه فقط، علامة بالنسبة لأغسطينوس المندهش على قدرة فريدة في القراءة وحميمية مع الكتاب المقدس”.

 وأشار البابا إلى “أن هذه “القراءة المتمتمة”، حيث ينشغل القلب في التوصل إلى الفهم الداخلي لكلمة الله – وهذه هي “الأيقونة” التي نتحدث عنها – تكشف لنا عن أسلوب التعليم الأمبروسي: الكتاب المقدس نفسه، وقد استوعبه المرء بشكل حميمي وعميق، يقترح المضمون الذي يجب إعلانه لهداية القلوب إلى التوبة”.

 فاللاهوتي ليس شخصًا يمتهن كلمة الله،  بل – انطلاقًا من صورة عزيزة على أوريجانوس – “عليه أن يكون مثل التلميذ الحبيب الذي أتكئ رأسه على قلب المعلم، ومن هناك تعلم طريقة التفكير، والكلام والعمل”.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير