وكان قد قال أيضًا في خطابه أن العلمانية لا تستطيع أن تفصل فرنسا عن جذورها المسيحية؛ وشدد على أن استئصال الجذور يعني حتمًا ضياع المعنى، وإضعاف أرضية الهوية الوطنية وإسقاط الجفاء على العلاقات الاجتماعية التي هي بحاجة ماسة لرموز ذاكرة الماضي.
الناطق باسم الفاتيكان يعلق بشكل إيجابي على مفهوم الرئيس الفرنسي بشأن علمانية الدولة
(روبير شعيب)
الفاتيكان، 24 ديسمبر 2007 (ZENIT.org). – يشكل دحض الأمم المتحدة للحكم بالإعدام، ومفهوم العلمانية الجديد الذي قدمه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، داعيين هامين للرجاء.
هذا ما صرح به الناطق الرسمي باسم الكرسي الرسولي الأب فيديركو لومباردي في افتتاحية نشرة أوكتافا دييس الصادرة البارحة الأحد عن المركز التلفزيوني الفاتيكاني.
وقد قال في النشرة مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي: “في زمن الميلاد نتمنى جميعنا أن تحدث مستجدات. إن ميلاد يسوع هو الجدة الكبرى، هو الجدة النهائية، ولكن هذه الجدة لا تنفي أهمية الأحداث الجديدة الأخرى التي تحدث في هذا العالم، بل تساعدنا على قراءتها في عمق معناها”.
وبهذا الروح استعرض الكاهن اليسوعي حدثين هامين من الأسبوع المنصرم، لم يكونا من حياة الكنيسة بشكل مباشر إلا أن الكنيسة تشارك فيهما بشكل حميم.
الأول هو “موافقة هيئة الأمم المتحدة على التحرك لتعليق الحكم بالإعدام”، مشيرًا إلى أهمية هذه الخطوة نحو نمو إلى وعي “محدودية وحدود العدالة البشرية”، والتوصل إلى “نظرة تأهيلية بدل النظرة الانتقامية للعقاب”.
“والكنيسة الكاثوليكية التي تقاوم بشجاعة ضد الإجهاض والقتل الرحيم، تلتزم بثبات في العمل على وقف الحكم بالإعدام في العالم”.
أما الحدث الثاني فكان “الوضوح الذي اعترف من خلاله الرئيس الفرنسي بأهمية الجذور المسيحية لوطنه، مطلقًا نظرة جديدة وإيجابية لعلمانية الدولة، يكون فيها إسهام المؤمنين والكنيسة مرغوبًا ومطلوبًا كأساسي في البناء المشترك، وخصوصًا من أجل تغذية الرجاء الذي من دونه يصبح العالم صحراء”.
هذا وكان الرئيس الفرنسي قد صرح الأسبوع الماضي بأن العلمانية لا تستطيع أن تفصل فرنسا عن جذورها المسيحية خلال خطاب تلاه أثناء احتفال في بازيليك القديس يوحنا في اللاتران، وشدد على أن الأديان ليست خطرًا بل موردًا للدولة.