البطريرك صباح: "الأرض المقدسة لا يمكن أن تكون للبعض أرضَ حياة وللبعض الآخر أرضَ موت أو إقصاء أو احتلال أو سجون سياسيّة"

(طوني عساف)

بيت لحم، 25 ديسمبر 2007 (ZENIT.org). – احتفل البطريرك ميشيل صباح، بطريرك القدس للاتين بقداس منتصف الليل في بازيليك القديسة كاترينا في بيت لحم. وبعد الإنجيل القى صباح كلمة استهلها بالصلاة على نية الرئيس محمود عباس ومن أجل كل حكام الأرض المقدسة وحكام الشرق الأوسط “ليمنحهم الله المقدرة معكم على تحقيق السلام والاستقرار”.

وقال البطريرك بأن عيد الميلاد “يجدِّدنا بالروح القدس الذي “أفاضه الله بوفرة علينا بيسوع المسيح مخلِّصنا” (طيطس 3: 6)، لنرث في الرجاء الحياة الأبدية”.

وتابع صباح: “نتأمّل في سرِّ أرضنا التي لم تصل بعد إلى رؤية الله فيها، ولا إلى تحقيق السلام فيها”، مشيراً الى أنه بقوة الميلاد “نصبح قادرين على أن ننظر إلى الآخر كما ينظر الله إليه، حتى ندرك العدل لنا ولغيرنا”.

ودعا صباح الى القبول بمشيئة الله سيد التاريخ الذي ” جمعنا هنا عبر العصور، يهودا ودروزا ومسلمين ومسيحيين، نكوِّن اليوم شعبين الفلسطيني والإسرائيلي”،، لتحقيق السلام. واشار الى أن “أيّ استثناء يلغي الآخر أو يُخضعه لاحتلال أو لأيِّ نوع من الإخضاع لا يتَّفق مع دعوة هذه الأرض. هذه أرض لله، ولا يمكن أن تكون للبعض أرضَ حياة وللبعض الآخر أرضَ موت أو إقصاء أو احتلال أو سجون سياسيّة”.

إن السلام – تابع البطريرك – لا يُصنع من خلال تجريد الضعيف بل على القوي إعادة ما أخذه من الضعيف، وحينئذ يمكن إحلال السلام.

وقال صباح بأن ما من ديانة تبرر العنف مشيراً الى أن “تاريخ البشرية مليء بالحروب، ولكنّه مليء أيضًا بالله وبنعمته”. “التطرُّف في كلِّ ديانة هو رغبة في الاستملاك وفي إلغاء الآخر وإخضاعه لا للإيمان بالله بل لطرق وسلوكيّات بشرية معادية للغير”.

ودعا البطريرك القيادات الدينية الى تحمل مسؤولياتها في توجيه المؤمنين وفي “تثبيتهم في طرق العدل والحقّ” وفي طرق التعاون مع كل إنسان يتحلى بالإرادة الصالحة.

وتحدث البطريرك صباح عن دور المسيحيين في الاراضي المقدسة مشيراً الى أن الجميع من فلسطينيين واسرائيليين مهتم لهذا الوجود لأن ميزة المسيحي، كما قال البابا بندكتس السادس عشرفي رسالته عن الرجاء هي أنه صاحب أمل ورجاء، ومن كان له أمل كان له مستقبل ”

وحث صباح المسيحيين على عدم الهجرة فقال: “لكم أيها الإخوة والأخوات، لكم المسيحيين جميعا في هذه الأرض، الذين تنظرون إلى الهجرة، وأنتم موضوع اهتمام الجميع، أقول لكم أولا ما قاله يسوع لنا جميعا: لا تخافوا. لا يحقّ للمسيحي أن يخاف، ولا أن يهرب من وجه الصعاب. هذا يعني أن يحمل كلٌّ منَّا فوق همومه هموم الكلّ، هموم المجتمع كلِّه، فنبنيَ السلام مع الكلّ، ونقبلَ بالتضحيات مع الكلّ، تضحية الحياةِ إن لزم الأمر أو السجون أو صعوبات الحياة اليوميّة أي الاحتلالِ والسورِ العازل وانعدامِ الحرية. كلُّ هذا نصيب الكلّ، ومعًا بتضحياتنا وبسخائنا نبني السلام للجميع”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

“لمن ينظرون إلى الهجرة أو تدفعهم الصعوبات إلى ذلك – تابع يقول – هنا لكم مكان، وأكثرَ من مكان، لكم رسالة ودعوة: أن تكونوا مسيحيّين هنا في أرض يسوع المسيح، لا في أيِّ مكان آخر في العالم. اقبلوا دعوتكم ورسالتكم ولو كانت صعبة”.

وختم بطريرك القدس للاتين مصلياً للحكام “حتى يروا العدل ويدخلوا في طرق السلام وتكون لهم الشجاعة ليمنحوا شعوبهم هبة السلام”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير