بندكتس السادس عشر: "لا يمكننا أن نقول أن العولمة هي مرادف للنظام الكوني، بل على العكس!"

“تحتاج البشرية إلى رجاء أكبر يمكنها من تفضيل الخير المشترك العام على رفاهية البعض وبؤس الكثيرين”

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

(روبير شعيب)

الفاتيكان، 7 يناير 2007 (ZENIT.org). –  “مع يسوع تمتد بركة إبراهيم لتبلغ كل الشعوب، لتبلغ الكنيسة الجامعة كإسرائيل الجديد الذي يتقبل في وسطه البشرية برمتها” هذا ما قاله البابا بندكتس السادس عشر معبرًا عن معنى زيارة المجوس والذي هو رمز لشمولية الخلاص والبركة التي يوجهها الله لشعوب الأرض كلها بالمسيح.

 
ولكن بالرغم من هذه البركة والنور، أشار البابا أن ما قاله النبي آشعيا في الشعوب ما زال صحيحًا فـ “الغمام المظلم يشمل الشعوب” وتاريخنا. ولفت انه “لا يمكننا أن نقول أن العولمة هي مرادف للنظام الكوني، بل على العكس!”

 وذكر البابا بتناقضات العولمة وبالصراعات من أجل التفوق الاقتصادي ومن أجل السيطرة على موارد الطاقة، والموارد المائية والمواد الأولية التي تعرقل جهود العديد من الأشخاص الساعين إلى بناء عالم أكثر عدلاً وتضامنا وقال: “تحتاج البشرية إلى رجاء أكبر يمكنها من تفضيل الخير المشترك العام على رفاهية البعض وبؤس الكثيرين”.

واستشهد برسالته العامة “مخلصون بالرجاء حيث يكتب: “هذا الرجاء الكبير يمكن أن يكون الله وحده… لا أي إله كان، بل ذلك الإله ذو الوجه الإنساني”، الإله الذي تجلى في طفل بيت لحم وفي المصلوب-القائم.

وأوضه أنه “إذا كان هناك رجاء كبير عندها يستطيع البشر أن يثبتوا في الاعتدال، أما إذا غاب الرجاء الحقيقي، فسيبحث البشر عن السعادة في النشوة، في الأمور الزائدة، في الخبرات المتطرفة، مدمرين بذلك ذواتهم والعالم المحيط بهم”.

وشرح أن الاعتدال ليس مبدأً تقشفيًا وحسب، بل هو أيضًا “سبيل خلاص للبشرية” فقد بات واضحًا الآن أن “فقط من خلال اعتناق أسلوب عيش معتدل، مرفق بالتزام جدي في سبيل توزيع عادل للثروات سيكون ممكنًا وضع أسس نمو عادل وممكن”.

 “لذا من الضروري أن ينمي البشر رجاءً كبيرًا وأن يتحلوا لذلك بشجاعة عظيمة. هي شجاعة المجوس الذين قاموا برحلة طويلة في إثر النجم، وعرفوا أن يركعوا أمام طفل وأن يقدموا له عطاياهم الثمينة”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير