روما، 8 يناير 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الثامن من يناير للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
إعتماد الرب
في رواية الإنجيل حول معمودية يسوع ما ينذر بسرّ الموت والقيامة، بسرّ الخطيئة والفداء، والخطيئة والغفران: فيسوع ينزل إلى لجّة نهر الأردن. الدخول في مياه النهر صورة رمزية عن مسيرة الموت. تُدفَن حياة قديمة لتولد حياة جديدة. ولأن يسوع نفسه هو من دون خطيئة ولا حياة وراءه يدفنها، فإن إعتماده هو إيذان بالصليب، حيث يبدأ يشاركنا مصيرنا ويأخذ على عاتقه خطايانا وموتنا. وما كاد يسوع يخرج من الماء حتى انفتحت السموات وسُمع صوت من السماء يعترف فيه الآب بيسوع إبناً له. وانفتاح السموات إشارة إلى أن هذا النزول في ليلنا المظلم لهو انبلاج لفجر جديد، وإلى أن الحاجز بين الله والبشر قد انكسر بتماثل الإبن معنا: فلم يعد الله بعيد المنال؛ فوسط خطايانا، وحتى في الموت، تراه يبحث عنا لينتشلنا إلى النور مجدداً. فعماد يسوع يختصر بكل ما في الكلمة من معنى كل أحداث حياته وموته العتيدة ويقدّم لنا شرحاً عن هذه الأحداث.