(طوني عساف)
روما، 9 يناير 2008 (zenit.org).- "اتسمت كلمة قداسة الباب أمام السلك الديبلوماسي هذا العام، كما كل عام، بالعمق والوضوح وشمولية النظرة الى المشاكل السياسية والاقتصاديية والاجتماعية التي يواجهها العالم". هذا ما قاله السفير اللبناني لدى الكرسي الرسولي، ناجي أبو عاصي، معلقاً على كلمة البابا بندكتس السادس عشر لأعضاء السلك الديبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي صباح يوم الإثنين.
وقال أبي عاصي بأن كلمة الأب الأقدس "حددت المبادىء الإرشادية الثابتة للكرسي الرسولي وخارطة طريق لمعالجة القضايا المطروحة"، مشيراً الى أن ما لفت انتباهه هو تعبير البابا عن "ارتياحه لاعتماد مقاربة الحل الشامل للنزاع العربي الاسرائيلي، واحترام حقوق ومصالح جميع دول المنطقة، والتخلي عن المقاربات الجزئية أو الفئوية بالرغم من أهمية إكمال المسار التفاوضي الإسرائيلي الفلسطيني".
وتعليقاً على كلمة بندكتس السادس عشر عن لبنان، قال السفير اللبناني بأن البابا أعرب في كلمته عن لبنان عن العاطفة الخاصة التي يكنها لهذا البلد ولشعبه واهتمامه البالغ لأوضاعه ولمستقبله.
"فهو – تابع أبي عاصي - يتحدث في كلمته أمام السفراء عن لبنان الحبيب وعن قربه وتعاطفه مع لبنان ويعرب عن تمنيه بأن يتمكن الشعب اللبناني من تقرير مستقبله بحرية اي من دون ضغوط؛ إلا أنه يؤكد في الوقت نفسه على مسؤولية اللبنانيين وفي طليعتهم القادة، فيدعو الله كي ينيرهم ويدعوهم لأن يضعوا المصالح الخاصة جانباً، وأن يلزموا أنفسهم بالتالي بالمصلحة العامة وبطريق الحوار والمصالحة".
وذكّر الديبلوماسي بكلمة البابا يوحنا بولس الثاني عن لبنان إذ قال بأن "لبنان هو أكثر من بلد، إنه رسالة"، مذكّراً بتشديد بندكتس السادس عشر على أن "طريق الحوار والمصالحة هي السبيل الوحيد كي يتقدم لبنان نحو مزيد من الاستقرار وكي يعود من جديد مثالاً للتعايش السلمي بين طوائف مختلفة، بعد سلسلة العنف والمحن التي مر بها وتعرض لها".
وانتقل السفير ابي عاصي ليسلط الضوء على دور الكنيسة موضحاً بأن "للكنيسة نظرة استراتيجية للعالم، توصي، تشير، ترشد بعيداً عن أي مصلحة خاصة".
وأردف قائلاً: "ليس لدى الكنيسة بالطبع وسائل ضغط عسكرية أو اقتصادية لتغليب رأيها وتوجهاتها. إلا أن لمواقفها التأثير المعنوي الأكيد على الدول والحكومات والرأي العام، وهي تقوم بدور الإرشاد والتوجه العائد لها من خلال كلمات وبيانات ونداءات صادرة عن قداسة البابا أو عن الكرسي الرسولي".
وختم السفير اللبناني لدى الكرسي الرسولي قائلاً بأن الكلمة التي يلقيها البابا أمام السلك الديبلوماسي هي "كلمة رئيسية بارزة في مطلع العام"، مشيراً الى أن الكنيسة لا تتوانى عن القيام بالاتصالات والمبادرات الديبلوماسية اللازمة، بالطرق العلنية أو غير العلنية الخاصة بها وذلك للحؤول دون الوصول الى نزاعات أو للمساهمة في إيجاد الحلول السلمية لهذه النزاعات ومن بينها المشكلة اللبناني بطبيعة الحال".
يبقى أن يلتزم كل واحد من وكل في مجاله ومحيطه بواجب التعاضد والمحبة والبحث المُخلص عن الخير العام الذي يدعونا إليه قداسة البابا.