روما، 14 يناير 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الرابع عشر من يناير للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب "بندكتس".
الإحتفال بيوم الأحد
المسيحيون شعب الأحد. ماذا يعني ذلك؟ قبل أن نتساءل عن "نظرتنا إلى يوم الأحد"، حريّ بنا أن نفكّر في ما نحن المسيحيون نحتفل به يوم الأحد. إن السبب الحقيقي والأول للإحتفال بيوم الأحد هو أنه في ذلك اليوم قام المسيح من الموت. فانبلج بذلك زمن جديد. فللمرة الأولى يرجع أحد من عالم الموت ولن يقهره الموت أبداً. وللمرة الأولى تمكّن أحد من أن يكسّر قيود الزمن التي تأسرنا جميعاً. ولكن يسوع لم يصعد بسرعةٍ إلى السماوات. وهو لم يُسقط الزمن كما قد يخلع المرء عنه رداءً بالياً رثاً. بل هو على العكس ظلّ معنا. لقد عاد ولن يتركنا أبداً. فالإحتفال بيوم الأحد هو أولاً وقبل كل شيء إعلان الإيمان بالقيامة، قُل إعلان الإيمان بأن الحياة حسنة. ففي أولى بدايات تاريخ الكنيسة، تساءل المسيحيون: "لِمَ اختار الرب هذا اليوم؟ وما هي الرسالة التي أراد أن يوصلها من خلاله؟". وفق الحسابات اليهودية، إن يوم الأحد هو اليوم الأول من الأسبوع. لذا، فهو اليوم الذي خلق فيه الله الكون. وهو اليوم الذي فيه قام الرب من استراحته وتكلم قال: "ليكن نور" (تك 1: 3). يوم الأحد هو أول أيام الأسبوع، ويوم التكوين. ويعني ذلك بالتالي أن يوم الأحد هو أيضاً اليوم الذي نؤدي فيه الشكران على الكون... فالكون عطية الله لنا نطاقاً حياً، ومسرحاً نعمل فيه وفيه نستريح، وفيه نجد ضرورات الحياة وكمالياتها، وجمال الصور والأصوات التي نحتاجها بقدر احتياجنا إلى الغذاء والملبس.