المسكونية، واجب مسيحي ينبع من صلب الإصغاء للمسيح

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

(روبير شعيب)

الفاتيكان، 23 يناير 2008 (ZENIT.org). –  لقد عرف أسبوع الصلاة الذي ابتدئ بالاحتفال به منذ مئة عام مراحل عدة في تطوره الزمني، وذلك تبعًا لوعي الكنيسة والمسيحيين وفهمهم لمعنى العمل المسكوني.

 فقد بدأ الاحتفال بهذا الأسبوع الأب بول واتسون عام 1908، وكانت الغاية من الصلاة، التضرع إلى الرب لكي يعود المسيحيون الآخرون إلى حضن الكنيسة الكاثوليكية، وذلك من خلال ثمانية صلاة من أجل وحدة المسيحيين.

 كان واتسون أنغليكانيًا أمريكيًا، ثم دخل في شركة الكنيسة الكاثوليكية، وأسس جماعة إخوة وأخوات الكفارة.

 ومع الوقت، بدأت مبادرة الصلاة تنتشر في كل مكان وبشكل مضطرد، في الكنيسة الكاثوليكية والأنغليكانية، ومع الوقت، بدأت تحسن أكثر فأكثر هيكليتها وتتطور بفضل ما أضفاه عليها الأب بول كوتوريه من ليون، كإطلاق “دليل الصلاة من أجل وحدة المسيحيين” في الثلاثينات من القرن الماضي.

 بعد ذلك، وعلى صعيد أوسع، قام المجلس العالمي “إيمان ودستور” بنشر مواد “لثمانية الصلاة من أجل وحدة المسيحيين. ولكن بالرغم من كل هذه الجهود، وبالرغم من عمل لاهوتيين مهمين مثل الدومينيكاني إيف كونغار، في حقل الحركة المسكونية، لم يدخل العمل المسكوني في إطار الكنيسة الكاثوليكية ككنيسة رسمية إلا مع المجمع الفاتيكاني الثاني.

 وقد قال البابا البارحة في هذا الصدد: “وعندما هبت رياح المجمع الفاتيكاني الثاني النبوية، تزايد الوعي لضرورة الوحدة. وبعد جلسات المجمع، استمرت المسيرة الصبورة بحثًا عن الشركة الكاملة بين كل المسيحيين، مسيرةً مسكونية وجدت سنة بعد سنة في أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين إحدى لحظاتها الأفضل نوعية والأخصب ثمرًا”.

 يعود هذا الوعي إلى النضج المسكوني الذي حمله أنجيلو رونكالي، البابا يوحنا الثالث والعشرون، بعد خبرته الطويلة في الشرق كنائب رسولي في تركيا، وإلى خبرة اللقاء التي عاشها الكثير من آباء المجمع الآتين من مختلف أنحاء العالم بخبرتهم المسكونية والكنسية، على سبيل المثال، كارول فويتوا، رئيس أساقفة كراكوفيا حينها، الكاردينال سيوينس، وخبراء المجمع مثل جان دانييلو، وهنري دو لوباك اليسوعيين، والأب كونغار.

 وقد أصدر المجمع قرارً خاصًا بالحركة المسكونية بعنوان: “إعادة توطيد الوحدة”.

 وما كانت الوثيقة إلا فجر عهد جديد من الحياة المسكونية في صلب الكنيسة الكاثوليكية، بحيث دخل العمل المسكوني في صلب حياة الكنيسة، ولم يعد خيارًا يقوم به بعض المتحمسين.

 وقد عبر البابا عن هذا الموقف الذي لا يعتبر المسكونية خيارًا غير إلزامي، بل ضرورة إنجيلية بالقول مشيرًا إلى ضرورة الصلاة بإلحاح من أجل الوحدة وطلبها من المسيح نفسه الذي صلى لأجلها، بغية أن يصل العالم إلى الإيمان به. فإن “معنى أسبوع الصلاة هذا هو بالضبط الاتكال بثبات على صلاة المسيح، الذي ما زال يصلي في كنيسته لكي “يكونوا واحدًا… حتى يؤمن العالم…” (يو 17، 21)”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير