وسائل الإعلام: سيف ذو حدين

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

(روبير شعيب)

روما، 29 يناير 2008 (ZENIT.org). – ما زالت رسالة البابا بندكتس السادس عشر لليوم العالمي لوسائل الإعلام تلاقي أصداءً منوعة من مختلف الجهات المسيحية وغير المسيحية، الأمر الذي يدل على أهمية المحتويات التي تتضمنها

 فقد أصدر الأب الأقدس بندكتس السادس عشر، في 24 يناير الجاري، بمناسبة عيد القديس فرنسوا دي سال، شفيع الصحفيين، رسالة لليوم العالمي الثاني والأربعين لوسائل الإعلام الذي سيحتفل به في 4 مايو المقبل، بعنوان: “وسائل الإعلام الاجتماعية بين الريادة والخدمة. البحث عن الحقيقة لتقاسمها”.

 وقد أشار البابا منذ مطلع الرسالة بأن العنوان نفسه يضعنا أمام “الدور الهام الذي تلعبه وسائل الإعلام في حياة الأشخاص والمجتمع”، إذ “ما من بعد في الخبرة الإنسانية، خصوصًا إذا ما اعتبرنا ظاهرة العولمة المنتشرة، إلا وتلعب فيه وسائل الإعلام دورًا أساسيًا في العلاقات بين الأشخاص، وفي العوامل الاجتماعية، الاقتصادية، السياسية والدينية”.

 واستشهد البابا برسالة اليوم العالمي للسلام التي صدرت في أول يناير حيث يقول: “على وسائل الاتصال الإجتماعي، بشكل خاص، وبما لها من قدرات تربوية، مسؤولية خاصة لتعزيز احترام الأسرة وتجسيد تطلعاتها وحقوقها، وإظهار بهائها للعيان” (العدد 5).

 وأشاد البابا بالدور الواضح الذي تلعبه هذه الوسائل، حيث تسهم في “نشر الأخبار، ومعرفة الوقائع وانتشار المعرفة”، مشيرًا إلى أنها ساهمت في تثقيف الشعوب والمجتمعات “وفي تنمية الديمقراطية والحوار بين الشعوب”. وشدد بالقول أن “على وسائل الإعلام أن تكون: لا مجرد وسائل لنشر الأفكار، بل تستطيع ويجب عليها أن تكون وسائل في خدمة عالم أكثر عدالة وتضامنًا”.

 وفي هذا الصدد تأسف البابا للخطر الكامن في أن تتحول وسائل الإعلام إلى “أنظمة تسعى إلى إخضاع الإنسان لمنطق ينبع من مصالح الساعة. هذا هو حال وسائل الاتصال التي تستعمل لأجل مقاصد إيديولوجية ولأجل تصريف المواد الاستهلاكية عبر دعاية ملحة”.

 “وبينما تزعم تصوير الواقع، تقوم بالحقيقة بتشريع وفرض نماذج منحرفة للحياة الشخصية والعائلية والاجتماعية”، إضافة إلى ذلك، “بغية زيادة عدد المشاهدين، لا تتردد أحيانًا اللجوء إلى المغالاة اللاأخلاقية، والبذاءة، والعنف”.

 وذكر البابا في هذا الإطار أن “البشرية تجد نفسها على مفترق طرق. وينطبق على وسائل الإعلام أيضًا ما كتبته في الرسالة العامة “مخلصون بالرجاء” حول موضوع غموض التطور، الذي يقدم امكانيات جديدة للتطور، ولكنه يفتح في الوقت عينه امكانيات رهيبة للشر لم تكن موجودة من قبل”.

 ولذا فالسؤال الذي يطرح نفسه هو التالي: هل من الحكمة السماح لوسائل الإعلام أن تستعمَل لريادة دون تمييز، أو أن تقع في أيدي من يتوسلها للتلاعب بالضمائر؟ أليس من واجبنا بالحري أن تجهد لكي تبقى وسائل الإعلام في خدمة الشخص البشري والخير العام، وأن تعزز “التنشئة الخلقية للشخص البشري، في خدمة الإنسان الداخلي”؟.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير