بندكتس السادس عشر يعلق على فكر أغسطينوس

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

(روبير شعيب)

الفاتيكان، 30 يناير 2008 (ZENIT.org). – توقف الأب الأقدس في اعتباره لتعليم القديس أغسطينوس حول العلاقة بين الإيمان والعقل على عنصر هام في بحث الإنسان عن الحقيقة في نظر القديس أغسطينوس، وهو تواجد الحقيقة في قلب الإنسان. وذكر البابا بتحريض أسقف هيبونا إلى الباحث عن الحقيقة حيث يقول: “لا تخرج من ذاتك، عد إلى نفسك؛ فالحقيقة تقيم في الإنسان الداخلي؛ وإذا ما وجدت طبيعتك متقلبة ومتحولة، تجاوز ذاتك. ولكن اذكر أنه عندما تتجاوز نفسك، أنك تتجاوز نفسًا عاقلة. تق إذًا إلى حيث يضيء نور العقل”.

 وربط البابا هذه الفكرة بتعبير مشهور جدًا في مطلع “اعترافات” أغسطينوس، وهي السيرة الذاتية الروحية التي كتبها تمجيدًا لله: “لقد خلقتنا لك، وسيظل قلبنا قلقًا إلى أن يرتاح فيك”.

وتعليقًا على هذا الفكر الأغسطيني قال: “البعد عن الله يعني أيضًا البعد عن الذات”، ويستشهد بالقديس من جديد حيث يقول: ” لقد كنتَ  في داخلي أكثر حميمية من ذاتي، وأسمى من أسمى ما فيّ” وأيضًا: “كنت أمامي، أما أنا فكنت بعيدًا عن ذاتي، ولم أكن أجد نفسي؛ ولم أكن لأجدك”.

 هذا وذكر البابا أن أغسطينوس قد عاش شخصيًا هذه المسيرة الفكرية والروحية، وبالتالي “عرف أن يعبر عنها في كتاباته بكثير من العفوية والعمق والحكمة، معترفًا في مقطعين شهيرين آخرين من اعترافاته بأن الإنسان هو “سر غامض” (magna quaestio)، وبأنه “غور عميق” (grande profundum).

 وأشار أن هذا السر وهذا الغور وحده المسيح يستطيع إنارته وتخليصه” لأن “الإنسان البعيد عن الله هو بعيد عن نفسه أيضًا، متغرب عن ذاته، ويمكنه أن يجد نفسه فقط عبر اللقاء بالله. ويصل بهذا الشكل إلى ذاته، إلى أناه الحق، إلى هويته الحقيقية”.

 وبالحديث عن المسيح، الذي هو الحقيقة الشخصانية وبعلاقته مع المؤمنين الذين يشكلون الكنيسة جسده قال: “كوسيط الخلاص الوحيد، المسيح هو رأس الكنيسة وهو متحد بها بشكل سري وصوفي لدرجة أن أغسطينوس يستطيع أن يقول: “لقد صرنا المسيح. فبالواقع، إذا كان هو الرأس، ونحن أعضاؤه، الإنسان الكامل هو المسيح ونحن””.

 وأردف: “الكنيسة في الفكر الأغسطيني هي شعب الله وبيت الله، وهي ترتبط بالتالي بشكل حميم بمفهوم جسد المسيح، المبني على قراءة كريستولوجية للعهد القديم وعلى الحياة الأسرارية التي تتمحور حول الافخارستيا التي يهبنا فيها الرب جسده ويحولنا إلى جسده”.

 وأضاف: “لذا إنه أمر جوهري أن يتم إدراج الكنيسة – شعب الله بالمعنى الكريستولوجي لا السوسيولوجي – في المسيح، الذي هو – بحسب صفحة بديعة للقديس أغسطينوس – “يصلي من أجلنا، يصلي فينا، ويتلقى الصلاة منا؛ يصلي من أجلنا كحَبْرنا، يصلي فينا كرأسنا، ويتلقى الصلاة منا كإلهنا: فلنتعرف إذا على صوتنا فيه وعلى صوته فينا””.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير