(روبير شعيب)
الفاتيكان، 30 يناير 2008 (ZENIT.org). – كرس الأب الأقدس بندكتس السادس عشر تعليم الأربعاء للقديس أغسطينوس، بعد أن كان قد كرس له أيضًا التعليمين الذين سبقا أسبوع الصلاة لأجل وحدة المسيحيين. وتطرق في تعليم اليوم إلى موضوع الإيمان والعقل، مشيرًا إلى أنه “موضوع حاسم” بالنسبة لسيرة القديس أغسطينوس.
فسيرة أغسطينوس إنما كانت بحثًا مستمرًا عن الحق: “منذ طفولته، تعلم أغسطينوس من أمه مونيكا الإيمان الكاثوليكي. ولكنه ترك هذا الإيمان كمراهق لأنه لم يعد يستطيع أن يرى عقلانيته ولم يكن يبغي دينًا ما لم يكن بالنسبة له تعبيرًا عن العقل، أي عن الحقيقة. كان عطشه إلى الحقيقة جذريًا وقد قاده بالتالي إلى الابتعاد عن الإيمان الكاثوليكي”.
وبفضل هذه الجذرية عينها لم يكتف أغسطينوس “بالفلسفات التي لا تصل إلى الحقيقة بالذات، التي لا تصل إلى الله. إلى إله ليس فرضية كونية أخيرة بل هو الإله الحق، الإله الذي يهب الحياة والذي يدخل في حياتنا ذاتها”.
وأشار الأب الأقدس أن مسيرة أغسطينوس تحاكي الإنسان المعاصر إذ تقدم “نموذجًا ساريًا حتى في أيامنا للعلاقة بين الإيمان والعقل، وهو موضوع لا يتعلق فقط بالمؤمنين، بل بكل إنسان يبحث عن الحقيقة، وهي موضوع محوري بالنسبة لاتزان ومصير كل كائن بشري”.
وأوضح البابا أن الإيمان والعقل بالنسبة لأغسطينوس هما “القوتان اللتان تحملاننا إلى المعرفة” مشيرًا إلى أن القديس قد توصل إلى خلاصة متماسكة بين العقل والإيمان حيث يقول آمن لتفهم (crede ut intelligas) وافهم لتؤمن (intellige ut credas).
وعلق البابا على التناغم بين الإيمان والعقل بالقول مشيرًا إلى أنه “يعني بشكل خاص أن الله ليس بعيدًا: ليس بعيدًا عن عقلنا أو حياتنا؛ هو قريب من كل كائن بشري، قريب من قلبنا وقريب من عقلنا، إذا ما التزمنا حقًا بالمسير”.