بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الجمعة 4 أبريل 2008 (Zenit.org). – الرحمة التي كانت محور حبرية يوحنا بولس الثاني، والتي اعتبرها بندكتس السادس عشر “مفتاح لقراءة مميزة لحبرية يوحنا بولس الثاني” إذ أراد “أن تبلغ رسالة حب الله الرحيم إلى كل البشر وكان يحض المؤمنين على أن يكونوا لها شهودًا” هي مفتاح أيضًا للحوار بين الأديان.
هذا ما صرح به رئيس أساقفة ليون (فرنسا) الكاردينال فيليب بارباران في مداخلته في أول مؤتمر رسولي للرحمة الإلهية، الذي يعقد في روما برعاية بندكتس السادس عشر في بازيليك القديس يوحنا في اللاتران.
اعتابر بارباران في مداخلته أن الرحمة هي “موضوع أوليّ الأهمية في الحوار مع مؤمني الديانات الأخرى”.
مع اليهودية
وبالحديث عن الدين اليهودي قال: “لقد اختار الله الشعب اليهودي من أجل تحقيق رسالة معينة وهي أن يكونوا خدامًا لرحمة الله بين الأمم”، وهذا الاختيار لم يتم “نظرًا لخصائص تميزوا بها عن سائر الشعوب”.
وأشار الكاردينال أن سر هذا الاختيار يبقى محفوظًا في قلب الله، ولكنه، من الناحية العملية، يمنح الشعب العبراني مكانة خاصة ويلقي على كاهله مسؤولية روحية كبيرة”.
وبالنسبة لنا كمسيحيين، “وقد ورثنا الرسالة التي أوكلت إلى الشعب المقدس عبر المعمودية التي تجعل منا أعضاءً في جسد المسيح”، علينا أن نتابع عمل “السامري الصالح الذي انحنى أمام بشرية ملقاة على جانب الطريق كجثة هامدة”.
مع الإسلام
وبالحديث عن دور الرحمة في الحوار مع الإسلام قال: “من المؤثر أن نرى بين أسماء الله الحسنى الرحمان والرحيم والتي ينعت بها الله دومًا”.
وتابع الكاردينال: “ويردد المسلم هذين الاسمين مرتين في السورة الأولى من القرآن – الفاتحة – التي يتلوها المسلم 17 مرة كل يوم خلال الصلوات الخمس اليومية”.
وانطلاقًا من الخبرة الإجابية التي يعيشها رئيس الأساقفة وكنيسته مع الجماعة المسلمة في ليون قال: “نؤكد أن فكرة التسامح، التي تستعمل بشكل متواصل في الحوار بين الأديان، لا تعني الكثير؛ يجب أن ننتقل من التسامح إلى الاحترام المتبادل، وإذا أنعم الرب علينا ان نصل إلى الإعجاب”.
وللتعبير عن شعور الإعجاب هذا، ذكر الكاردينال “الصدمة الداخلية” الإيجابية التي عاشها الطوباوي الأخ شارل دو فوكو لدى رؤيته “تقوى المسلمين”.
لدى رؤيته الحرارة في صلاتهم “فهم شارل فورًا ما قد فقد بابتعاده عن الإيمان” تابع الكاردينال، “وكان هذا بدء رجوعه إلى المسيح”.
وأضاف بارباران: “أنا مقتنع بأنه فقط عبر موقف داخلي متواضع، حيث يكون كل امرئ نبيهًا لقبول كل الهبات التي يريد الله أن يسبغها، سنتمكن من أن نكون خدامًا أصيلين للرحمة، خدام الفرح في قلب الإنسان”.