بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الاثنين 7 أبريل 2008 (Zenit.org). – “على الكنيسة أن تهدف عبر انتباهها الرعوي وتضامنها على ألا يكون الأولاد ضحايا بريئة للمشاكل بين الأهل الذي يطلقون، وعلى أن يتم تأمين استمرارية في الرباط مع ذويهم ومع جذورهم العائلية التي لا غنى عنها من أجل نمو نفسي وبشري متزن”.
هذا ما قاله بندكتس السادس عشر في الخطاب الذي وجهه نهار السبت إلى المشاركين في المؤتمر العالمي الذي ينظمه المعهد الحبري “يوحنا بولس الثاني” للأبحاث حول الزواج والعائلة، بالتعاون مع فرسان كولومبوس، حول موضوع: “زيت على الجراح. جواب على آفات الإجهاض والطلاق”.
واستنكر البابا في مداخلته التوسل “الإيديولوجي” لمسألة الطلاق والسكوت التام عن المشاكل التي تتأتى عنه مشيرًا إلى أنه فقط عبر “موقف الحب الرحيم” يمكن الاقتراب من هذه الحالات لتقديم مساعدة السامري الصالح ولتمكين ضحايا هذه الكوارث الإنسانية من النهوض ومتابعة مسيرة الوجود.
وكرر البابا التأكيد على موقف الكنيسة الواضح والرافض للإجهاض والطلاق لأنها آثام “تجرح كرامة الشخص البشري، وتتضمن ظلمًا عميقًا في العلاقات البشرية والاجتماعية وتهين الخالق نفسه الذي هو ضامن العقد الزوجي وسيد الحياة”.
وأشار أن “واجب الكنيسة الأولي” هو أن تقترب من الأشخاص الضعفاء والأبرياء الذي يعانون من ظلم الطلاق والإجهاض “بحب وحنان، بعناية واهتمام أموميين، لكي تعلن قرب رحمة الله في يسوع المسيح”. فيسوع هو، بحسب تعليم آباء الكنيسة، “السامري الصالح الذي صار قريبنا، والذي يسكب الزيت والخمر على جراحاتنا ويقودنا إلى الفندق، الكنيسة، حيث يتم الاعتناء بنا، ويوكلنا إلى خدام الكنيسة دافعًا هو شخصيًا وسلفًا لأجل شفائنا”.
وأشار البابا أن إنجيل الحب والحياة هو دومًا إنجيل الرحمة الذي يتوجه إلى الإنسان الواقعي والخاطئ المتمثل فينا لكي يرفعنا من كل كبواتنا ويشفينا من كل جراحاتنا.
ولفت بندكتس السادس عشر أن الكنيسة، انطلاقًا من الرحمة، تنظر نظرة ثقة إلى الإنسان وإلى قدرته للنهوض.
كما وأوضح البابا أن الـ “لا” التي تقولها لكنيسة في توجيهاتها الخلقية، والتي يتوقف عليها الرأي العام بشكل أحادي الجانب، هي بالحقيقة “نعم” كبير “لكرامة الشخص البشري، لحياته ولقدرته على الحب”.