بقلم روبير شعيب
روما، الثلاثاء 8 أبريل 2008 (Zenit.org). – قد يبدو أن الكلمة الأخيرة في التاريخ هي للعنف والتوتاليتارية، والاضطهاد والوحشية والإرهاب. وقد تبدو أصواتها أقوى وأنها قادرة أن تُسكت صوت شهود الإيمان، الذين يظهرون من الناحية البشرية كمسحوقي ومهزومي التاريخ. ولكن الإيمان بالمسيح يلقي ضوءًا مغايرًا على معطيات لعبة التاريخ، فإشعاع صليبه وقيامته يكشفان معنىً آخر للألم، ويظهران أن حب المسيح أقوى من الموت.
بهذا المعنى جاءت كلمات بندكتس السادس عشر لدى زيارته لبازيليك القديس بارتلماوس في الجزيرة التيبرية، بمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيس جماعة سانت إيجيديو.
ففي حديثه عن الشهداء وعن مظهر وجودهم المهزوم والضعيف قال أن “يسوع القائم من الموت ينير شهادتهم فنفهم بهذا الشكل معنى الشهادة” واستشهد بقول ترتليانوس في هذا الصدد: “نحن نتزايد في كل مرة تقومون بحصادنا: فدم الشهداء هو بذر المسيحيين” (Plures efficimur quoties metimur a vobis: sanguis martyrum semen christianorum) (Apol., 50,13: CCL 1,171).
وعليه، “في هزيمة وذل الذين يتألمون لأجل الإنجيل، هناك قوة فاعلة يجهلها العالم: “عندما أكون ضعيفًا – يهتف الرسول بولس – فعندها أنا قوي” (2 كور 12، 10). هي قوة الحب، الأعزل والمنتصر حتى في الفشل الظاهري. هي القوة التي تتحدى الموت وتغلبه.
جماعة سانت إيجيديو
هذا وشكر البابا في حديثه جماعة سانت إيجيديو لأجل عنايتها ببازيليك القديس برثلماوس حافظة بذلك ذكر الكثير من شهود الإيمان الذين سقطوا في أزمنة غير بعيدة.
ثم دعا أعضاء الجماعة إلى النظر إلى مثال هؤلاء الشهود للاقتداء بشجاعتهم وثباتهم في خدمة الإنجيل، وخصوصًا بين الفقراء، وأن يكونوا بناة سلام ومصالحة بين المتعادين والمتقاتلين.
وأضاف: “غذوا إيمانكم بالإصغاء إلى كلمة الله وبتأملها، بالصلاة اليومية وبالاشتراك الناشط في القداس الإلهي. ستكون الصداقة مع يسوع منهلاً لحبكم المتبادل”.
وفي ختام لقاء الصلاة، ذكر البابا باقتضاب بأول عهد جماعة سانت إيجيديو التي بدأت لقاءاتها الأولى في روما في “السنوات الصعبة التي تلت عام 68”. و “كأبناء الكنيسة التي تتقدم بالمحبة، نشرتم موهبتكم في ربوع كثيرة من العالم”.
“فليستمر مثال الشهداء في هداية خطواتكم، لكي تكونوا أصدقاء حقيقيين لله وأصدقاء أصيلين للبشرية”.
“لا تخافوا المصاعب والآلام التي يحملها هذا العمل الإرسالي: فهي تدخل في “منطق” شهادة الحب المسيحي الشجاعة”.