روما، الخميس 10 أبريل 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم العاشر من أبريل للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
* * *
إتمام القيامة
لقد صحح الله نفسه طبيعة العدالة المضطربة وأقام العدل… فكان التجلي في هذا الحدث الذي فيه قام شخص من بين الأموات… وكان التجلي في دخول الجسد إلى الأبدية… فيسوع لم يمُت ويذهب بطريقة أو بأخرى إلى الله كما يحلو لبعض الأشخاص أن يدّعوا بين الفينة والفينة في أيامنا هذه، في تعبير غير مباشر عن استيائهم من سلطة الله الفعلية وقيامة يسوع الفعلية في عرض متكلّف وزائف لتقواهم… فلو صحّ ذلك لكنّا في صدد إنكار إمكانية خلاص المادة، وإنكار قدرة البشر على الخلاص بما أنهم، في نهاية الأمر، مزيج من المادة والروح… أما القيامة، فهي تعني أن الله يقول “نعم” للكلّ وأنه قادر على إتمام ذلك… لقد حاولت خطيئة البشر أن تحوّل الله كاذباً. وخلُصَت إلى أن خلقه ليس حسناً البتة أو أنه لا يصلح فعلياً إلا لأن يموت. والقيامة تعني أنه من خلال دروب الخطيئة الملتوية وفي قدرة تفوق الخطيئة قدرةً يقول الله بشكل نهائي: “إنه حسنٌ”. يظهر الله “حسنه” النهائي إلى الخليقة من خلال أخذه على عاتقه وتغييره إلى حالة دائمة تتجاوز كل سرعة الزوال… القيامة هي بداية حاضر، لحظة حاضرة لن تنتهي يوماً. ونحن غالباً ما نحيا على مسافة أشواط من هذا الحاضر. وتزداد المسافة اتّساعاً كلّما تمسّكنا بما هو مجرّد زائل، وكلّما نأينا بحياتنا عمّن أثبت على الصليب وفي القيامة أنه الحاضر الحقيقي في خضمّ ما هو عابر: هو الحبّ الذي يجد نفسه في فقدان ذاته. ولا ينفك يبقى حاضراً.