روما، الجمعة 11 أبريل 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الثاني عشر من أبريل للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
* * *
السعي إلى وجه الله
يعلن يسوع عن مجيئه من منطلق قيامته، قل مجيئه في قوة الروح القدس، وهو إذاً يعلن طريقة جديدة للرؤية من خلال الإيمان حيث لا تُترَك الآلام في الخلف كما لو كانت من الماضي، بل هي بالأحرى المكان الذي منه وفيه وحده يمكننا رؤيته… فالرؤية تكون في اتباعه. وأن نتّبع المسيح ونتتلمذ له يكون في عيش حياة تتمحور على المكان الذي فيه يقف المسيح، وهذا المكان هو جلجلة الآلام. ففيها وفيها وحدها يتجلى مجده. لقد اكتسب مفهوم الرؤية دينامية غير متوقعة. فالرؤية تحدث من خلال نمط عيش نسمّيه الإتباع. والرؤية تحدث من خلال الدخول في آلام المسيح. فهناك وفيه نرى الآب أيضاً… ورؤية يسوع الذي فيه نرى الآب في الوقت عينه هو فعل وجودي بكل ما للكلمة من معنى… ولا يمكننا أن نرى الله إلا إن سرنا خلف يسوع؛ والطريقة الوحيدة لرؤيته تكون في اتباع يسوع، أي السير خلفه وبالتالي خلف الله. فرؤية الله في هذا العالم تكون باتباع المسيح؛ والرؤية تفترض الذهاب، والسير على الطريق مدى العمر باتجاه الإله الحيّ الذي بواسطته يبيّن لنا يسوع المسيح ومن خلال الطريق الذي سلكه، ولاسيما سرّ الفصح من خلال آلامه وموته وقيامته وصعوده إلى الآب، الخطّ الواجب سلوكه… هو نفسه وجه الله بالنسبة إلينا… وما كان جديداً ولا يزال في إيمان الكتاب المقدس يتمثل في أن “الإله” الحق… قد اتّخذ وجهاً وإسماً وهو إنسان… والمسيحي يتقدم باتجاه هذا الوعي، وهذا الرضى، من خلال البحث عمّن سُمِّر على الخشبة: يسوع المسيح.