الثالث عشر من أبريل
روما، الاثنين 14 أبريل 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الرابع عشر من أبريل للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب "بندكتس".
لمس يسوع القائم من الموت
بعد اللقاء السارّ في صباح الفصح، جلّ ما تتوق إليه مريم المجدلية هو أن تعود ببساطة إلى العلاقة الحميمة القديمة وأن تبقي الصليب خلفها مثل حلم مزعج... ولكن ذلك يتعارض تماماً مع ما حدث منذ تلك اللحظة. فأحد لا يستطيع أن يمتلك يسوع باعتباره "ربّوني" (أي معلّمه هو حصراً) من دون العودة إلى الصليب. فيسوع قد أصبح اليوم جالساً في المجد إلى جانب الآب وفي متناول كل شخص بشري. من هنا المفارقة التالية: هو لم يعد قابلاً للّمس هنا على الأرض، في نوع القرابة الأرضية البحتة، وإنما يمكن لمسه باعتباره الرب القائم من الأموات! صار من الممكن اليوم أن نلمس يسوع من خلال البحث عنه إلى جانب الآب والسماح له بأن يجذبنا خلفه في مسيرته. واللمس يعني العبادة، وهو يحمل في كنهه رسالة. لذا يجوز لتوما أن يلمسه. فإظهار يسوع جروحه إلى توما لا يُراد منه حمله على طيّ صفحة الآلام، بل على العكس، على جعلها لا تُنتَسى. إن فعل يسوع هو دعوة إلى رسالة الشهادة. ووضع توما إصبعه في الجراح بدوره يتحول فعل عبادة إذ يقول: "ربّي وإلهي!" (يو 20: 28). والإنجيل برمّته يعدّ منذ البدء لهذه اللحظة التي فيها يصبح فعل لمس يسوع، لمس جراحه المتألمة التي سحقتها سلاطين هذا العالم اعترافاً بمجد الله. إن يسوع وقد تغلّب على الموت أصبح ملكاً للبشرية جمعاء. فصار بإمكاننا أن نلمسه بمجرّد اتباع طريقه، وإتمام مسيرة الصعود معه، والإنتماء للشركة مع الجميع بالإتحاد مع الآب والإبن. فتُستبَل محاولة التمسك به بالرسالة التالية: "إذهبي إلى أخوتي" (يو 20: 17).