الخامس عشر من أبريل
روما، الثلاثاء 15 أبريل 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الرابع عشر من أبريل للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب "بندكتس".
علامات القيامة ورسالتها
إن الإيمان بالقائم من بين الأموات هو إيمان بأمر حدث فعلاً... فالإيمان يستند إلى أسس صلبة لواقع قد حدث فعلاً. واليوم أيضاً، وبحسب تعابير الكتاب المقدس، يمكننا إن جاز التعبير أن نلمس جراح الرب الممجدة ونقول بامتنان وفرح مع توما: "ربّي وإلهي!" (يو 20: 28). بيد أن سؤالاً واحداً يطرح نفسه باستمرار عند هذا الحدّ وهو أن ليس الجميع قد رأوا المسيح القائم من بين الأموات. لماذا؟ لماذا لم يقف بانتصار أمام الفرّيسيين وبيلاطس ليبيّن لهم أنه حيّ ويجعلهم يلمسون جراحه وندباته؟... لا يجوز اعتبار القائم من بين الأموات كقطعة خشبية أو كصخرة. ولا يمكن أن يراه إلا من يختار هو أن يُظهر نفسه له. هو لا يُظهر نفسه إلا لمن يمكنه أن يوكل إليه مهمة. وهو لا يُظهر نفسه للفضول بل للمحبة؛ فالمحبة هي الكيان الذي لا بدّ منه إن أردنا رؤيته وإدراكه. بيد أن ذلك لا يعني أن الشخص الذي يدعوه الرب يجب أن يكون مؤمناً في لحظتها. فبولس لم يكن كذلك ولا توما ولا الأحد عشر الآخرين، لأنهم بدورهم كانوا غارقين في بحر الشكوك والحزن. والنصر الوحيد الذي كان في بالهم هو انتصار يسوع في بناء المملكة المشيحية. أما الخيار الآخر فالدمار. والقيامة كما ألفوها كانت أمراً يفوق تصوّرهم وكل توقعاتهم حتى الآن. ولم يكن إيمان مسبَق لديهم هو ما ولّد رؤيا القيامة، وإنما واقع القائم من بين الأموات الذي ولّد الإيمان حيث غياب الإيمان والإيمان المقيَّد والمتردد.