العقبات التي يواجهها الإيمان في دولة مثل الولايات المتحدة

بحسب بندكتس السادس عشر

Share this Entry

بقلم روبير شعيب

واشنطن، الخميس 17 أبريل 2008 (Zenit.org). – أقرّ البابا في خطابه البارحة الأربعاء إلى الأساقفة الأميرميين بأن “أميركا هي أيضًا أرض إيمان عظيم” وأن الشعب الأميركي يتميز “بحرارة تدينه وهم يفاخرون بانتمائهم لجماعة عبادة. يتحلون بالثقة بالله، ولا يترددون في تقديم آراء خلقية متجذرة في الكتاب المقدس في الخطابات العامة” وأن “احترام الحرية الدينية عميق الرسوخ في الوعي الأميركي – وهو أمر ساهم في تعزيز جاذبية هذه الأمة لأجيال من المهاجرين، الباحثين عن وطن يستطيعون أن يعبدوا فيه بحرية طبقًا لمعتقداتهم”.

وأشار البابا أن الأساقفة مدعوون إلى إلقاء بذار الإنجيل اليوم في هذه التربة وتساءل: “كيف يمكن لأسقف في القرن الحادي والعشرين أن يتجاوب على أفضل وجه مع الدعوة لكي “يجعل كل شيء جديدًا في المسيح رجائنا”؟”، “كيف يمكنه أن يقود شعبه إلى “لقاء الإله الحي”، مصدر الرجاء الذي يحول الحياة والذي يتحدث عنه الإنجيل؟

وأجاب البابا معددًا الصعوبات والعقبات التي يجب على الأسقف أن يوعّي رعيته عليها:

العلمنة

 

وقال بندكتس السادس عشر: “ربما يحتاج أن يبدأ بإزالة بعض العوائق التي تحول دون هذا اللقاء. ورغم أن هذه الأمة مطبوعة بروح ديني أصيل، إلا أن تأثير العلمنة يمكنه أن يلوّن الطريقة التي يسمح بها الناس للإيمان أن يؤثر على تصرفاتهم”.

وتساءل: “هل هناك توافق بين إعلان إيماننا في الكنيسة نهار الأحد، وتشجيع ممارسات مهنية وإجراءات طبيّة مناهضة لهذا اللإيمان خلال الأسبوع؟ هل هناك تماسك داخلي في كاثوليكي متدين يتجاهل الفقراء والمهمشين أو يستغلهم، ويشجع عوائد جنسية مخالفة للتعليم الخلقي الكاثوليكي، أو يأخذ مواقف تناقض حق كل كائن بشري بالحياة من الحبل وحتى الموت الطبيعي؟”.

خصخصة الدين

وأشار البابا إلى أن المشاكل التي تطرحها الأسئلة المذكورة أعلاه هي تنبع من خصخصة الإيامن واعتباره مسألة فردية صرف.

وقال بهذا الصدد: “يجب مقاومة أية نزعة إلى التعامل مع الدين كمسألة خصوصية” لأنه  “فقط عندما ينفذ الإيمان إلى جميع أبعاد حياة المسيحيين، يستطيعون أن يكونوا منفتحين على قوة الإنجيل المحولة”.

وانطلاقًا من سفر التكوين أظهر البابا أن الله خلق الإنسان لشركة المحبة فقال: “منذ البدء، رأى الله أنه “ليس حسنًا أن يكون الإنسان وحده” (تك 2، 18). لقد خُلقنا ككائنات اجتماعية تجد اكتمالها فقط في الحب – حب الله وحب القريب. وإذا ما ثبتنا نظرنا في الله الذي هو مصدر فرحنا، يجب أن نقوم بذلك كأعضاء في شعب الله (راجع “مخلصون بالرجاء”، 14). إذا ما بدا هذا الأمر مخالفًا للثقافة، فإنما هذا دليل آخر على الضرورة الماسة لتبشير متجدد للثقافة”.

الماديّة

وتحدث البابا عن عائق ثالث يواجهه الإيمان في مجتمع ثري مثل المجتمع الأميركي فقال: “يكمن عائق آخر أمام مجتمع ثري في وجه اللقاء بالله الحي في تأثير الماديةّ، التي تستطيع بكل سهولة أن تركز الانتباه على المائة ضعف، التي يعد بها الله في هذا الزمان، على حساب الحياة الأبدية التي يعد بها في الجيل الآتي (راجع متى 10، 30)”.

وتابع: “يحتاج الناس اليوم إلى من يذكرهم بأهداف حياتهم النهائية. يحتاجون إلى أن يكتشفوا أن في داخلهم عطش عميق إلى الله. يحتاجون أن يحظوا بإمكانيات لينهلوا من ينابيع حبه اللامتناهي”.

ولفت أنه “من السهل أن يتلهى الإنسان بالامكانيات اللامحدودة التي يضعها العلم والتكنولوجيا في متناولنا؛ من السهل الوقوع في خطأ التفكير بأننا نستطيع أن ننال بجهودنا تحقيق حاجاتنا الأعمق. لكن هذا وهم. دون الله، الذي وحده يستطيع أن ينعم علينا بما لا نستطيع الوصول إليه بذاتنا تضحي حياتنا فارغة”.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير