لنتأمل مع بندكتس

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

السابع عشر من أبريل

روما، الخميس 17 أبريل 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم السابع عشر من أبريل للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.

 الإيمان والذات الحقيقية

 إن الإيمان توجيه لحياتنا برمّتها. إنه خيار أساسي يطال كل ميادين حياتنا وهو لا يتحقق ما لم تتضافر كل طاقات وجودنا من أجل صونه والحفاظ عليه. فالإيمان ليس مجرّد نشاط فكري أو حتى إراديّ أو عاطفيّ، بل هو كل هذه الأمور معاً. إنه فعل يعني الذات بكلّيّتها والشخص بكلّيّته في اتحاد طاقاته مجتمعةً. وفي هذا الإطار، يصف الكتاب المقدس الإيمان باعتباره فعل “الجنان” (روم 10: 9). الإيمان فعل شخصي بامتياز… يتجاوز الذات وحدود الفرد. يقول القديس أغسطينس أن ما من شيء أقلّ ملكاً لنا من ذاتنا. وعندما يتعلّق الأمر بالإنسان بكلّيته، نراه يتجاوز ذاته؛ والفعل الذي يولد من الذات بكلّيّتها هو في الوقت عينه دائماً فعل انفتاح على الآخرين، وبالتالي فعل تواصل مع الآخرين. بل وأكثر، فإنه لا بدّ لنا لإتمام هذا الفعل من أن ندخل إلى أعمق ما فينا لنلمسه، إلى الإله الحيّ المقيم في أعماق وجودنا أساساً داعماًً لبقائه. وأي فعل يعني الإنسان بكلّيّته يعني أيضاً، لا الذات وحسب، بل الـ”نحن” أي الـ”أنتَ” الكلّي الإختلاف، الله، إلى جانب الذات. ولكن ذلك يعني أن فعلاً كهذا يتجاوز ما يمكنني القيام به بمفردي. فلمّا كان الإنسان كائناً بشرياً، لا تقتصر الحقيقة الأعمق بشأنه أبداً على الفعل بل وبشكل دائم على العاطفة أيضاً؛ فالإنسان ليس مُعطياً وحسب بل مُتلقياً أيضاً… والإيمان إماتة للذات الصرفة وهو إذاً بالتحديد قيامة للذات الحقيقية. فأن أومن يعني أن أصير ذاتي من خلال التحرر من الذات الصرفة، تحرر يقيمنا في شركة مع الله بواسطة الشركة مع المسيح.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير