بحسب بندكتس السادس عشر
بقلم روبير شعيب
نيويورك، الاثنين 21 أبريل 2008 (Zenit.org). – “الكنيسة لا تملك أساسًا آخر إلا كلمة الله، التي صارت بشرًا في المسيح يسوع ربنا”، هذا ما قاله قداسة البابا بندكتس السادس عشر في عظته في القداس الذي ترأسه في “يانكي ستاديوم” في نيويورك.
ونبه البابا أن “كل علامات الهوية الخارجية، كل الهيكليات والمؤسسات والبرامج، رغم قيمتها وضرورتها، إنما هي موجودة في المقام الأخير فقط لكي تدعم وتصوغ الوحدة الأعمق، التي هي هبة الله الكاملة للكنيسة في المسيح”.
وأشار البابا إلى أن هذه الركيزة كانت واضحة منذ عهد الرسل الذين أقامهم يسوع ليكونوا خدامًا لهذه الوحدة، ولفت إلى أن القراءة الأولى من كتاب أعمال الرسل (رسل 6، 7) توضح أن “وحدة الكنيسة هي “رسولية”” و “هي وحدة ظاهرة، مبنية على الرسل الذين اختارهم يسوع وعيّنهم كشهود لقيامته، وهي تولد مما يسميه الكتاب المقدس “طاعة الإيمان””.
كما وعبّر البابا عن وعيه أن كلمات مثل “السلطة” و “الطاعة”هي “حجر عثرة” للكثير من معاصرينا، و “خصوصًا في مجتمع يعلق بحق أهمية كبيرة على الحرية الفردية”، ولكن، على ضوء الإيمان بالمسيح – “الطريق والحق والحياة” – نرى المعنى الأكمل لهاتين الكلمتين وقيمتهما، وحتى جمالهما.
الحرية الإنجيلية
فالإنجيل يعلّم أن “الحرية الحقة، حرية أبناء الله، تتحقق فقط في تسليم الذات الذي هو جزء من سر الحب”. ويعلمنا الرب أنه “فقط عبر خسران ذواتنا يمكننا أن نجدها حقًا”.
“تزهر الحرية الحقة عندما نتخلى عن ثقل الخطيئة – التي تعتم إدراكنا وتوهن عزمنا – فنجد سعادتنا الحقة فيه تعالى، هو الحب اللامتناهي، والحرية اللامتناهية، والحياة اللامتناهية”.
الحرية الحقة “هي هدية الله السخية”، و “ثمرة الارتداد إلى حقّه” الذي يحررنا.
حجارة حية
كأعضاء في جسد المسيح – شرح البابا منطلقًا من رسالة بطرس الأولى – يصير المسيحيون بالمعمودية “”حجارة حية” في هذا الهيكل، شركاء في حياة الله بالنعمة، مبارَكين بحرية أبناء الله، ومشدًّدين لكي نقرب ذبائح روحية مرضية لدى الله”
وتساءل البابا عن ماهية هذه التقدمة: “ما هي هذه التقدمة التي نحن مدعوون لتقريبها، إن لم تكن كل أفكارنا، وكل كلمة، وكل عمل نقوم به لأجل حقيقة الإنجيل، ووضع كل طاقاتنا في خدمة ملكوت الله؟”.
وتابع: “بهذا الشكل فقط يمكننا أن نبني مع الله، على الأساس الوحيد الموضوع: يسوع المسيح (راجع 1 قور 3، 11). بهذا الشكل فقط يمكننا أن نبني بنيانًا يدوم حقًا. بهذا الشكل فقط يمكن لحياتنا أن تجد معنىً نهائيًا وتحمل ثمرًا دائمًا”.