وأشار الأب لومباردي أن " البابا يريد الذهاب الى الأسس"، ويودّ "حث مسيحيي كل الجماعات للمشاركة على التفكير أهمية السعي الى الحقيقة" و "عدم الاكتفاء بنوع من الإرادة والتمنيات الطيبة"، بل السعي إلى القيام بواجبنا الذي تفرضه علينا حقيقة الوحي الإلهي.
وأضاف ان ما يشجعه الحبر الاعظم هو "التزام في المصداقية، مصداقية التفكير حيث يتم تسليط الضوء على الايمان المسيحي الحق... عبر التفتيش عن العناصر الاساسية في الايمان التي يثبتها التقليد والكتاب المقدس والتي يجب أن نتلاقى حولها".
التحديات
لخص بندكتس السادس عشر خلال خطابه التحديات والعراقيل التي تواجه المجتمع المعولم، والتي تتخذ منحاً متوازياً بين قطبين
وعلق قائلاً:" من ناحية هنالك شعور متزايد من الترابط والاعتماد المتبادل بين الشعوب على الرغم من البعد الجغرافي والثقافي، ولكن من ناحية أخرى لا يمكننا ان نغفل عن التغيرات السريعة التي يشهدها عالمنا والتي ينتج عنها بعض العلامات المقلقة من التشرذم والانطواء على أسلوب عيش فرداني.
وأضاف البابا ان استعمال الاتصالات التكنواوجية الحديثة في كثير من الاحيان قد يسبب المزيد من العزلة، والناس اليوم يتوقون الى "أشكال أكثر أصالة من التواصل الاجتماعي".
وبالاضافة الى ذلك، سلط الحبر الاعظم الانتباه على تفشّي ايديولوجية علمانية " تقوض أو حتى ترفض حقيقة الوحي".
وتابع البابا مشيرًا إلى أن إمكانية الوحي الإلهي، وبالتالي، الايمان المسيحي، غالبًا ما توضع معرض النقاش من قبل التوجهات الثقافية الموجودة في الاكاديميا، وسائل الاعلام والنقاش العام"
لهذه الاسباب، حث الحبر الاعظم، على "الحاجة الملحة للشهادة الحقة لتعاليم الانجيل". " يواجه المسيحيون تحديا يتمثل في اعطاء صورة واضحة عن الرجاء المسيحي".
الانقسام
تحدث بندكتس السادس عشر عن الانقسام بين المسيحيين الذي بدوره يسبب ضياعا وتشويشاً عند غير المسيحيين بشأن الرسالة التي يحملها الانجيل، في حين يفقد العالم اتجاهاته ويحتاج الى شهادة مشتركة ومقنعة لقوة الإنجيل الخلاصية.
كما ذكر البابا "القناعة الثابتة التي كانت تتحلى بها الجماعة المسيحية الاولى بأن وحدتها هي تعكس وتنبه من وحدة الآب، الابن والروح القدس. وهذا بدوره يشير الى التماسك الداخلي للمؤمنين الذي كان يستند على المصداقية المتينة في إعلان إيمانهم العقائدي".
وتابع الحبر الاعظم: "أصدقائي الاعزاء، ان سلطة الكريجما (كلمة البشارة) لم تفقد شيئا من ديناميتها الداخلية. ومع ذلك علينا ان نتساءل عما اذا كانت قوتها لم تضمحل بسبب مقاربة نسبية للعقيدة المسيحية مماثلة لتلك الموجودة في الايديولوجيات العالمية، والتي تزعم ان العلم وحده هو "موضوعي"، مخففةً من أهمية الدين ورابطةً إياه ببعد الشعور الفردي فقط.
" دون أدنى شك، توفّر الاكتشافات العلمية وتطبيقاتها امكانيات جديدة من اجل تحسين نوعية حياة البشر. ولكن هذا لا يعني، ان "ما يمكن معرفته" يقتصر على ما يمكن إخضاعه للتحقق التجريبي، ولا أن الدين يقتصر على الانتقال الى عالم ‘الخبرة الفردية‘ فقط".
ووصف الحبر الاعظم هذا الخط من التفكير "بالخاطىء والمغلوط"، والموافقة عليه من شأنها ان تزيد حدة الانقسام وفقدان "أهمية المحتوى العقائدي للعيش المسيحي".
وقال أيضًا انه حتى داخل الحركة المسكونية، هناك البعض الذين" يُحجمون عن تأكيد دور العقيدة مخافة أن يزيدوا تفاقم الأوضاع بدلا من تضميد جروح الانقسام".
أضاف البابا :" فقط عبر تمسكنا بالعقيدة سوف يكون بمقدورنا الاستجابة للتحديات التي تواجهنا في هذا العالم المتطور. فقط بهذه الطريقة سوف نعطي شهادة لا لبس فيها لحقيقة الانجيل وتعاليمه".