روما، الثلاثاء 29 أبريل 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم التاسع والعشرين من أبريل للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
الراعي الصالح
إن الجنس البشري –بل كل واحد منّا- هو الخروف التائه في البرّية الذي ضلّ طريقه. ولكن ابن الله لن يرضى بأن يحصل ذلك، فهو لا يقدر على التخلّي عن البشرية في هذه الحالة المذرية البائسة. فإذا به ينتفض ويتخلى عن مجد السماوات لينطلق بحثاً عن الخروف ويلحق به، وصولاً إلى الصليب. فيحمله على كتفيه ويحمل إنسانيتنا؛ يحملنا جميعاً- إنه الراعي الصالح الذي يعطي حياته فداءً عن خرافه… عندما صار راعي الإنسانية جمعاء، الإله الحيّ، نفسه حملاً، وقف إلى جانب الحملان، أولئك المنبوذين والمضطهدين والمغدورين… فليست القوة ما يفدينا بل هو الحبّ! هذه علامة الله: هو نفسه محبة… والله الذي صار حملاً يقول لنا إن العالم مخلَّص من خلال المصلوب وليس من خلال أولئك الذين صلبوه. إن العالم مفديّ بفضل صبر الله. وهو يُدمَّر جرّاء نفاذ صبر الإنسان. وإحدى أهمّ مميزات الراعي الأساسية هي أن يحبّ الأشخاص الموكلين إليه، أن يحبهم بقدر ما يحبّ المسيح الذي يخدمه. “إرعَ خرافي!” تلك وصية المسيح لبطرس. والرعاية تعني المحبة، والمحبة هي الإستعداد للتألم من أجل الآخر. والمحبة تعني إعطاء ما هو تمام الصلاح للقطيع، وإقاتته من حقيقة الله، من كلمة الله، وإرواءه من حضوره الذي يعطينا في سرّ القربان المقدس.