العشرون من أبريل
روما، الأحد 20 أبريل 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم العشرين من أبريل للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب "بندكتس".
تهليل الفصح
إن الغناء دليل على أن الشخص قد تجاوز حدود المنطق الصرف إلى نوع من النشوة، ذاك المنطق الصرف الذي يمكنه التعبير عنه بعبارات عادية (ولهذا السبب نرى الأشخاص المنطقيين أكثر من العادة نادراً ما يميلون إلى الغناء). ويجد الغناء ذروته في نشيد الهللويا، ذاك النشيد الذي فيه يبلغ جوهر كل أغنية وترنيمة ملء تجسده... فنحن هنا في الواقع إزاء أمر تستعصي ترجمته. فالـ"هللويا" هو ببساطة تعبير غير لفظي في الغناء عن فرح لا يستلزم كلمات لأنه يفوق كل كلام. وهو بذلك أشبه ببعض أشكال الإغتباط والتهلل التي نجدها عند الشعوب كافة، تماماً كما أن معجزة الفرح تتجلى في كل أمة... فماذا يعني أن نغنّي بتهلل؟ إنه يعني أن تعجز عن التعبير بالكلمات أو أن تعطي شكلاً لفظياً للأغنية التي ترقص في قلبك. فالحصّاد في الحقل أو في الكرم، إذ يعيش إحساس فرح عارم متزايد يعجز، على ما يبدو، عن إيجاد الكلمات المناسبة للتعبير عن فرحه الفيّاض. فيتخلى عن الألفاظ والكلمات ويستحيل غناؤه تهليلاً أو هتاف ابتهاج. فالتهليل إذاً هو هتاف يدلّ على أن القلب يحاول أن يعبّر عمّا يعجز عن قوله. وبمن أكثر منه يليق هذا التهليل، وهو نفسه لا يوصف؟ هو لا يوصف لأن كلماتك لا تستطيع حصره واحتواءه... ونشيد الـ"هللويا" أشبه بأوّل بوح عمّا يمكنه لا بل سيحدث فينا يوماً ما، حين تغمر فرحة عارمة كياننا برمّته.