بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الأحد 4 مايو 2008 (Zenit.org). – توقف الأب الأقدس في كلمته قبيل صلاة افرحي يا ملكة السماء على معنى صعود المسيح، وانطلق من الأهمية التي كان يسوع يوليها إلى رجوعه إلى حضن الأب. ففي أحاديثه الوداعية إلى تلاميذه، “ركّز يسوع كثيرًا على أهمية “رجوعه إلى الآب”، الذي يكلل رسالته بأسرها”.
وشرح بندكتس السادس عشر أن يسوع جاء إلى العالم “لكي يعيد الإنسان إلى الله، لا على صعيد المُثُل – كفيلسوف أو كمعلم حكمة – بل بشكل حقيقي وملموس، كراعٍ يريد أن يقود الخراف إلى الحظيرة”.
وتابع: “هذا “الخروج” نحو الدار السماوية، الذي عاشه يسوع شخصيًا، قام به من أجلنا” فـ “لأجلنا نزل من السماء ولأجلنا صعد إلى السماء، بعد أن صار مشابهًا للبشر في كل شيء، وتواضع حتى الموت موت الصليب، وبعد أن لامس غمر أقصى البعد عن الله. ولهذا السبب بالذات، رضي الله عنه و “رفعه جدًا” (فيل 2، 9)، وأعاد إليه ملء مجده، ولكن الآن مع بشريتنا”.
وعبر حركة نزول المسيح وصعوده بات “الله في الإنسان – الإنسان في الله”: وهذه حقيقة “لم تعد نظرية بل واقعية”.
ولهذا السبب – تابع البابا – إن الرجاء المسيحي، المرتكز على المسيح، “ليس وهمًا بل هو، كما تقول الرسالة إلى العبرانيين، “مِثْلُ مِرساةٍ لِلنَّفْسِ أَمينَةٍ” (عبر 6، 19)، هو مرساة تنفذ إلى السماوات حيث سبقنا المسيح”.
وتساءل بندكتس السادس عشر: “ماذا يحتاج الإنسان أكثر من أي زمن مضى إلا إلى هذا: إلى مرساة متينة لوجوده؟”، لافتًا إلى أن “حضور مريم في وسطنا” يهدف إلى رفع أنظارنا إلى يسوع فالعذراء التي هي “أول من ولد من العلاء” ترفع من يلتجئ إليها إلى ابنها.