التاسع عشر من مايو

روما، الاثنين 19 مايو 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم التاسع عشر من مايو للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب "بندكتس".

الكاهن كوسيط

أولية المسيح تجعل الكاهن متواضعًا حتى عندما تمنحه الحرية. كما وتدلنا على الدرب السوي. إنها تعني أن على الكاهن أن يعرف في قلبه أن مقامه هو إلى جانب الكنيسة، الشعب الذي يقف خارجًا أمام قدس الأقداس ويتكل على شفاعة من يستطيع وحده أن يلج إلى ما وراء الحجاب... على موضوعية الخلاص أن تجعل الكاهن موضوعيًا. فهو يبشر لا بنفسه، بل يعلن إيمان الكنيسة، وبهذا الإيمان، يسوع المسيح الرب... قداسة الكاهن تتألف في صيرورته فقيرًا روحيًا، في أن ينقص أمام الآخر، في خسران نفسه لأجل الآخر: من أجل أولئك الذين أوكلهم إليه الرب... عندما أذهب إلى الكنيسة، لا أذهب لأجد ابتكاراتي أو ابتكارات الآخرين، بل لألاقي ما تلقيناه كلنا من إيمان الكنيسة – الإيمان الذي يمتد على مدى العصور والذي يستطيع أن يكون سندًا لجميعنا. بالطبع، على المكنون الموضوعي لإيمان الكنيسة، إذا ما أراد أن يبقى حيًا، أن يلبس لحم ودم الكائنات البشرية، وهبة فكرنا وإرادتنا. ولكن يجب أن يكون هبةَ، لا مجرد تقدمة لحظة. يفشل الكاهن في مهمته كلما توقف عن أن يكون خادمًا: إنه وكيل يعرف أن الإيمان لا يعتمد عليه بل على ما يستطيع أن يتقبله هو بدوره. فقط عندما يفسح لنفسه أن يصبح غير مهم عندها يستطيع أن يضحي مهمًا، لأنه، بهذا الشكل، يضحي نافذة الرب إلى العالم – الرب الذي هو الوسيط الحق لشفافية الحب اللامتناهي.