الثاني والعشرون من مايو

روما، الخميس 22 مايو 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الثاني والعشرين من مايو للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب "بندكتس".

الطابع الكهنوتي

يمكننا أن نقول أن "الطابع" يعني خاصية هي من جوهر وجود الشخص. لدرجة أن صورة "الطابع" تعبر بدورها عن "واقع الانتماء إلى". وبالواقع، لا يمكننا أن نغيّر شيئًا في طابع الانتماء هذا؛ فالمبادرة هنا تأتي من صاحب هذا الطابع – من المسيح. من هنا، تضحي طبيعة السر جلية: لا يمكنني أن أعلن انتمائي ببساطة إلى الرب بهذا الشكل. عليه هو أن يقبلني أولاً كواحد من خاصته، ومن ثم يمكنني أن أدخل في هذا القبول وأن أقبله كقسمتي وأن أتعلم أن أعيشه. إن تعبير "الطابع" يصف جوهر طبيعة خدمة المسيح المتضمنة في الكهنوت كأمر يرتبط بالكينونة؛ وفي الوقت عينه يوضح الطابعُ المعنى الأسراري... الانتماء إلى الرب الذي صار خادمًا هو انتماء من أجل خاصته. هذا يعني أن الخادم يستطيع أن يمنح، بالرمز المقدس، ما لا يمكنه أن يمنحه انطلاقًا من مقدراته الذاتية: إنه يمنح الروح القدس؛ إنه يحل الناس من خطاياهم؛ إنه يجعل ذبيحة المسيح والمسيح عينه حاضرين، في جسده ودمه المقدسين – وكل هذه هي امتيازات محفوظة لله، ولا يستطيع أي كائن بشري أن يستأثر بها لذاته ولا أية جماعة أن توكله بذلك. إذا كان "الطابع" إذَا تعبيرًا عن الشركة في الخدمة من ناحية، فهو يشير، من ناحية أخرى، كيف أن الرب هو الفاعل في العمق، وكيف أنه رغم ذلك يعمل في الكنيسة المرئية عبر البشر.