الحادي والثلاثون من مايو

روما، الجمعة 30 مايو 2008 (ZENIT.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الحادي والثلاثين من مايو للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب "بندكتس".

الزيارة

إن تلك التي هي معمّدة بكليتها، كالواقع الشخصاني للكنيسة الحقة، هي في الوقت عينه ضمانة الخلاص الموعود، وأيضًا ضمانته الجسدانية. يخبرنا لوقا عن زيارة مريم لأليصابات فيقول أنه حالما وقع سلام مريم في أذني أليصابات "ارتقص" يوحنا في حشا أمه فرحًا (1، 44). للتعبير عن هذا الفرح، يستعمل لوقا الكلمة عينها - ارتقص - للتعبير عن فرح الذين تتوجه إليهم التطويبات (لو 6، 23). تظهر هذه الكلمة أيضًا في إحدى الترجمات القديمة للعهد القديم التي تصف دواد بينما هو يرقص أمام تابوت عهد الرب بعد أن أعاده إلى إسرائيل (2 صم 6، 16؛ ترجمة صيماخوس). ولربما لم يخطئ لورنتان بالكلية عندما وجد أن كامل نص الزيارة هو مبني كنص موازٍ لرجوع تابوت العهد؛ وبالتالي فإن ارتقاص الطفل يكمل فرح داود ونشوته لضمانة أن الله قريب. مهما يكن، فهناك تعبير عن أمر كدنا نفقده في عصرنا مع أنه ينتمي إلى قلب إيماننا؛ فالفرح بأن الكلمة صار بشرًا، والرقص أمام تابوت العهد، بفرح طروب مشتت عن الذات، هو أمر جوهري في إيمان من وعى قرب الله الخلاصي. فقط في هذا الإطار يمكننا أن نفهم التقوى المريمية. بعيدًا عن كل المشاكل، التقوى المريمية هي نشوة فرح بإسرائيل الحقيقي الذي لا يدمَّر؛ إنه دخول مبارك في فرح "نشيد التعظيم" وهو تسبيح لذلك الذي تدين له ابنة صهيون بكل كيانها، هي التي تحمل في حشاها تابوت العهد الحق، الذي لا يفسد ولا يدمَّر.