روما، الاثنين 5 مايو2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الخامس من مايو للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
نشيد التعظيم
يكشف نشيد تعظيم مريم روحانية المؤمنين الذين يعترفون بأنهم “فقراء” ليس فقط عبر تجردهم من عبادة الغنى والسلطان، ولكن أيضًا عبر تواضع القلب العميق المُفرَغ من تجربة الكبرياء والمنفتح على انفجار النعمة الإلهية الخلاصية. روح هذه الصلاة هو الاحتفال بالنعمة الإلهية التي تفجرت في قلب وحياة مريم، جاعلة منها أم الرب. نسمع صوت العذراء عينها تتحدث عن مخلصها الذي صنع عظائم في روحها وجسدها. إن الهيكلية الحميمة لنشيد صلاتها هي التسبيح، والشكران، والعرفان المفعم فرحًا. ولكن هذه الشهادة الشخصية ليست منعزلة أو فردانية، لأن العذراء الأم تعي بأن عليها أن تحقق رسالة لخير البشرية بأسرها وأن خبرتها تدخل في إطار تاريخ الخلاص. الرب يقف إلى جانب المتواضعين. وغالبًا ما يتخفى مشروعه وراء سياق الأحداث البشرية الغامضة التي تشهد تفوق “المقتدرين والأغنياء”. فلنقبل دعوة القديس أمبروسيوس: “لتكن نفس مريم في كل بشر لكي يعظم الرب، وليكن روح مريم في كل إنسان لكي يبتهج بالله؛ إذا كانت أم المسيح واحدة فقط بحسب الجسد، فبحسب الإيمان كل النفوس تستطيع أن تنجب المسيح؛ كل نفس تستطيع أن تقبل كلمة الله في داخلها… ونفس مريم تعظم الرب ويبتهج روحها بالله لأنها تسجد بعاطفة تقوى للإله الواحد الذي منه كل الأشياء… إذا كانت أم المسيح واحدة فقط بحسب الجسد، فبحسب الإيمان كل النفوس تستطيع أن تنجب المسيح: كلٌ يستطيع أن يقبل كلمة الله في حميميته”.