حاضرة الفاتيكان، الثلاثاء 6 مايو 2008 (Zenit.org) – ليس نقص القدرة على إنتاج الغذاء هو المسبب لازدياد الفقر وإنما فقدان الإرادة بعد ارتفاع أسعار الأغذية، كما قال الناطق باسم الفاتيكان.
وفي الحلقة الأخيرة من البرنامج الأسبوعي “أوكتافا دييس” الذي يعرض على شاشة تلفزيون الفاتيكان، حلل الأب اليسوعي فديريكو لومباردي، مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي، الأسباب والنتائج الأخلاقية “لارتفاع أسعار الحبوب”.
وذكر الأب لومباردي أنه في سنة 2000، “نادت بوقار القمة الأكبر في التاريخ لرؤساء الدول “بإعلان الألفية” الذي شرح الأهداف الأكثر إلحاحاً للبشرية لكيما يتم إحرازها قبل 2015.”
“كان الهدف الأول تخفيض الفقر والجوع إلى النصف في غضون هذه الفترة”، كما أشار. “لقد مرت حوالي الثماني سنوات، وفي الأشهر الأخيرة، تنمو أزمة غذاء حادة في العديد من البلدان بسبب الارتفاع السريع في أسعار الحبوب. وقد بدأ مجدداً عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع وسوء التغذية، يرتفع سريعاً ويهدد بالوصول إلى مليار – وهذا الأمر ليس بأزمة عابرة.”
وبالاستشهاد بدراسات حديثة، رأى الأب لومباردي ثلاثة أسباب لهذه الظاهرة: السوق المتغيرة بفعل الإعانات الزراعية في البلدان الغنية، الإنتاج الجديد للوقود الحيوية بسبب الاهتمامات البيئية، والاستهلاك المتزايد للحوم في البلدان الكبيرة مثل الصين والهند االتي لم يعد قسم كبير من الإنتاج الزراعي مخصصاً فيها بشكل مباشر للحبوب من أجل الاستهلاك البشري.”
ووفقاً للأب لومباردي، فإن “الغذاء لا ينقص مادياً في العالم ولا حتى قدرة إنتاجه. وإنما تنقص الإرادة لحل المشكلة الأخطر أولاً بتأمين الغذاء الكافي للفقراء. ولكن تحتل أمور أخرى وشؤون أخرى مكان هذه المشكلة.”
وأضاف الناطق الرسمي باسم الكرسي الرسولي: “ما تزال النفقات العسكرية مثلاً مستمرة بالارتفاع. وتسيطر اهتمامات أخرى على اللعبة في عالمنا على الرغم من أن قمة الألفية قد اختارت وأعلنت بالضبط الهدف الرئيسي.”
وفي الختام قال: “إن الإعلان مختلف تماماً عن الحقيقة المرة. ونحن نتأمل الآن من القمة الجديدة لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) التي ستعقد في يونيو أن تعالج مشكلة الغذاء. وهذه فرصة جديدة يجب ألا تفوت لأن العديد من الفقراء يموتون خلال ذلك الوقت.”
