التاسع من مايو
روما، الجمعة 9 مايو 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم التاسع من مايو للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
مريم المرأة
مريم هي الآخر المؤمن المدعو من الله. وبالتالي، هي تمثل البشرية المدعوة للإجابة على دعوة الله، كما وتمثل حرية الخليقة التي لا تفقد عذريتها في الحب بل تحوز في صلبه اكتمالها. لذا تمثل مريم الإنسان المخلَّص والمحرَّر، ولكنها تقوم بذلك بالضبط كامرأة، أي، في تحديدها الجسداني غير المنفصل عن الرجل: “ذكرًا وأنثى خلقهما” (تك 1، 27). “البيولوجي” والبشري لا ينفصلان في مريم، تمامًا كالبشري و “اللاهوتي”… بتولية مريم، بقدر لا يقل عن أمومتها، تؤكد أن “البيولوجي” هو بشري، وأن الإنسان بكليته يقوم أمام الله، وأن واقع الكينونة البشرية كذكر وأنثى فقط هو متضمن في الإيمان الاسكاتولوجي وفي الرجاء الاسكاتولوجي أيضًا. ليس من باب الصدفة أن البتولية – رغم أنها طريقة عيش ممكنة، وموجهة للذكر أيضًا – هي في المقام الأول مُصاغة انطلاقًا من المرأة، الحارس الحقيقي لختم الخليقة، وأنها تجد في المرأة معيارها وملء هيكليتها، وأن الرجل يستطيع أن يقتدي بها فحسب.