الثالث عشر من مايو
روما، الثاثاء 13 مايو 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الثالث عشر من مايو للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
مريم، الممتلئة نعمة
يمكن ترجمة “ممتلئة نعمة” بهذا الشكل: “ممتلئة من الروح القدس؛ إن حياتك متصلة حميميًا بالله”. إن بطرس لومباردوس، مؤلف ما كان بمثابة مرجع اللاهوت العالمي لما يقارب ثلاثة قرون خلال العصور الوسطى، أطلق أطروحة صرح فيها بأن النعمة والحب هما متطابقان ولكن الحب “هو الروح القدس”.النعمة في أعمق ما في الكلمة من معنى ليست أمرًا يأتي من الله؛ إنها الله بالذات. الفداء يعني أن الله، بتصرفه كما يفعل الله حقًا، لا يهبنا شيئًا أدنى من ذاته. هبة الله هي الله – الذي هو، كروح قدس، في شركة معنا. ولذا فإن تعبير “ممتلئة نعمة” يعني، مرة أخرى، أن مريم هي كائن بشري منفتح بالكلية، هي إنسانة وضعت نفسها في يدي الله بشجاعة وبشكل لا محدود، دون خوف على مصيرها. يعني أنها تعيش بالكلية مع الله وبعلاقة معه تعالى. إنها إصغاء وصلاة، عقلها وروحها طيعان للسبل المتعددة التي من خلالها يدعوها الله بسكون. هي تلك التي تصلي وترفع كيانها بالكلية لتلاقي الله؛ لذا فهي عاشقة متيمة، تتمتع برحابة وسمو الحب الحقيقي، ولكنها تملك أيضًا قوةً تمييز الحب التي لا تخطئ، وجهوزية الحب في تحمل الألم.