بيروت، الثلاثاء 13 مايو 2008 (zenit.org). – عن إذاعة الفاتيكان – على الدول الغربية استضافة المسيحيين العراقيين الذين نزحوا عن بلادهم، لكن على المجتمع الدولي أن يمارس في الوقت نفسه الضغوط على الولايات المتحدة والحكومة العراقية لكي توفرا الأمن والحماية للمسيحيين الراغبين في البقاء ببلادهم. جاءت هذه الدعوة على لسان رئيس أساقفة كركوك للكلدان المطران لويس ساكو، مشيراً إلى أن مسيحيي العراق يشكلون مصدر غنى للكنيسة الجامعة، وينبغي ألا يُتركوا ليواجهوا بأنفسهم مخططات أسلمة بلاد الرافدين، التي تقوم بها الحركات الإسلامية الراديكالية، على حد تعبيره.
جاءت تصريحات المطران ساكو خلال مشاركته في مؤتمر تستضيفه جامعة فريبورغ بسويسرا مخصص للتباحث في أوضاع المسيحيين العراقيين ومصيرهم. وقال الأسقف الكلداني: على المسيحيين في الغرب أن يعوا خطورة المأساة التي يعاني منها أخوتهم في العراق الذين هم من أقدم سكان البلاد، وجزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والثقافي في البلاد، لكنهم غالباً ما يجدون أنفسهم عرضة للعنف لمجرد كونهم مسيحيين.
وأوضح رئيس أساقفة كركوك أن المسيحيين العراقيين يشعرون اليوم أنهم متروكون، وفقدوا رجاءهم في المستقبل إزاء صمت الجماعة الدولية حيال ما يجري على أرض العراق. وقال المطران ساكو: كان المسيحيون يشكلون نسبة خمسة بالمائة من مجموع عدد سكان العراق لثلاثين سنة خلت، واليوم باتوا ثلاثة بالمائة فقط، مشيراً إلى أن سقوط النظام السابق والغزو الأنغلو أمريكي للعراق عاملان زعزعا استقرار البلاد التي أصبحت مسرحاً للإرهابيين.
وأشار الأسقف الكلداني إلى أن الأوضاع ازدادت سوءاً منذ العام 2006، إذ بات زعماء التيارات الإسلامية المتشددة ـ ومعظمهم غير عراقيين ـ يتحدثون علناً عن إقامة دولة إسلامية في العراق، وقد شهدت السنتان الماضيتان اعتداءات ضد الكنائس المسيحية وجرائم خطف وقتل ذهب ضحيتها عدد من رجال الدين المسيحيين من بينهم رئيس أساقفة الموصل للكلدان بولس فرج رحو.
وأوضح المطران لويس ساكو أن مائة ألف لاجئ عراقي مسيحي يقيمون حالياً في سورية وثلاثون ألفاً في الأردن فيما يتوزع آلاف آخرون على لبنان، مصر وتركيا. وباتت العودة بالنسبة لهؤلاء أشبه بحلم. وأشار رئيس أساقفة الموصل إلى أن العديد من المسيحيين العراقيين قرروا اللجوء إلى المناطق الكردية، شمال البلاد، حيث قامت السلطات المحلية ببناء مساكن لهم، لكن البنى التحتية غير قادرة على استيعاب هذا العدد الكبير من اللاجئين المسيحيين