البابا يدعو العذراى المكرسات في العالم إلى عيش الأمومة الروحية

Share this Entry

بقلم روبير شعيب

 الفاتيكان، الخميس 15 مايو 2008 (Zenit.org). – التقى الأب الأقدس بندكتس السادس عشر اليوم في الفاتيكان بالمشاركات في مؤتمر(Ordo Virginum) “رتبة العذارى” حول موضوع: “البتولية المكرسة في العالم: هبة للكنيسة وفي الكنيسة”.

 وفي خطابه إلى المكرسات اللواتي يعيشن في العالم، ويزاولن غالبًا وظائف علمانية شهادة لتكرسهن الكامل للمسيح في قلب العالم ومن أجل العالم، دعا البابا المكرسات إلى النمو يومًا فيوم في فهم “موهبتهن النيرة والخصبة في عين الإيمان، بقدر ما هي غامضة ولا جدوى منها في نظر العالم”.

 كما ودعاهنّ ليكنّ “اسمًا وفعلاً خادمات للرب اقتداءًا بأم الله”، لأن رتبة العذراى تشكل “تعبيرًا خاصًا للحياة المكرسة، وقد عادت فازدهرت في الكنيسة عقب المجمع الفاتيكاني الثاني” إلا أن جذورها قديمة في التقليد الكنسي، وهي تعود إلى “أصول الحياة الإنجيلية، كجدة لا سابق لها، حيث بدأت قلوب بعض النساء تنفتح على رغبة البتولية المكرسة: أي الرغبة في هبة كل الكيان لله”، والذي تحقق للمرة الأولى بشكل فائق في “نعم” عذراء الناصرة.

 وكشف البابا أن فكر الآباء يرى في العذراء مريم نموذج العذارى المسيحيات، ويبين جدة هذه الحالة الوجودية، التي هي خيار إرادي حر نابع عن المحبة.

 كما ودعا العذارى إلى إعادة اكتشاف الخصب الأولي لهذه الدعوة التي نشأت من الدعوة الإنجيلية البسيطة إلى البتولية: “من يستطيع أن يفهم فليفهم” (متى 19، 12) ومشورة بولس إلى البتولية من أجل الملكوت (1 كور 7، 25 – 35).

 وشدد على دور الاسقف في الاعتراف بموهوبة العذارى المكرسات في العالم، وفي اكتشافها ومرافقتها عن كثب. وبهذا الشكل، انطلاقًا من مناخ الأبرشية، وتقاليدها وقديسيها، وقيمها، يتوسع نفَس العذارى إلى الكنيسة الجامعة، وخصوصًا عبر الاشتراك في صلاتها الليتورجية، التي تتسلمها العذراى لكي “يتردد صداها دون هوادة في قلوبكن وعلى شفاهكن”.

 وتابع البابا: “بهذا الشكل، يضحي “أنا” كنّ المصلي رحبًا، حتى لا يعود في الصلاة إلا “نحن” كبير”، شارحًا أن هذا هو كنه الصلاة الكنيسة والليتورجية الحقة.

 كما ودعا البابا العذارى إلى الانفتاح في صلاتهن على كل الخلائق، التي تشكل العذارى بالنسبة لها أمهات، أمهات أبناء الله.

 وأشار بندكتس السادس عشر أن خاصية تكرس العذراى في العالم، الذي لا يتطلب الطاعة التي تمارس في أديار الحياة الرهبانية، يتطلب منهم في المقابل طاعة إلى االمسيح، واتباعًا له في هبة الذات الكاملة إليه، وحفظ المشورات الإنجيلية في هذا الإطار هو عربون الأمانة وهبة الذات الكاملة للمسيح.

 وذكر البابا بأن العيش مع المسيح يتطلب “الحياة الداخلية، ولكنه في الوقت عينه الشركة مع الإخوة”.

 كما ودعاهن ليكنّ شاهدات “للانتظار اليقظ والعامل، للفرح وللسلام الذي هو خاصة من يستسلم لمحبة الله”.

 وحضهن إلى أن يكن حاضرات في العالم، وفي الوقت عينه حاجّات نحو الملكوت، لأن “العذراء المكرسة تتطابق مع تلك العروس التي، تستدعي مع الروح مجيء الرب: “الروح والعروس يقولان ‘تعال” (رؤ 22، 17).

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير