فوارق بين الإنسان والحيوان

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

بقلم روبير شعيب

روما، الجمعة 16 مايو 2008 (Zenit.org). – ما هو الفرق بين الإنسان والحيوان؟ هل الإنسان مجرد حيوان ناطق؟ هل هناك حيوانات ذكية؟ هذه الأسئلة، التي طرحها إنسان الماضي، تعيد طرح نفسها اليوم أيضًا، ويجيب على هذه الأسئلة كتاب جديد صدر بالإسبانية للبروفسور ليوبولدو بريتو لوبيز، أستاذ الفلسفة في جامعة سلطانة الرسل (روما) بعنوان: “الإنسان والحيوان: جبهات جديدة للأنتروبولوجيا”.

يقدم الكتاب نتائج عدة أبحاث في مجال البيولوجيا والفلسفة حول موضوع الإنسان وعلاقاته بعالم الحيوان.

في مقابلة مع زينيت عرض المؤلف الغاية من الكتاب، مشيرًا إلى أن أنتروبولوجيا القرن العشرين ركزت كثيرًا على بعد الروح الإنساني (الفهم والإرادة) –  أي ما يعرف بالسيكولوجيا الفكرية – متناسية بعض الشيء البعد الفيزيولوجي للطبيعة البشرية، التي هي مشتركة إلى حد ما مع العالم الحيواني.

وأشار إلى أن هذه النظرة تتضمن مفهومًا ديكارتيًا يحدد الإنسان بأنه كائن مفكر، ويتناسى أن النفس هي – كما تقول النظرية الأرسطوية – صورة الجسد.

ولفت لوبيز إلى أن هذه النظرة لا تعني اعتبارًا ماديًا بحتًا للكائن البشري، بل تشدد على إعادة تقييم البعد الجسدي في الطبيعة البشرية.

ويوضح الكاتب أن الفرق بين الإنسان الحيوان يقوم على أن الحيوان يعمل ويتصرف انطلاقًا من الغريزة بينما هناك “انفتاح لا متناه للحرية” في الإنسان، التي تتطابق أيضًا مع “اللامحدودية الفيزيولوجية” في الإنسان التي يقابلها التحديد الغريزي في سائر الحيوانات.

“عدم التخصص البنيوي”

يشكل مفهوم “عدم التخصص البنيوي” نقطة محورية ومفهومًا أساسيًا في الكتاب. يشكل التأقلم في البيئة المحيطة أحد الركائز البيولوجية الأساسية، وتتمتع مختلف الحيوانات بهذه الخصائص. خلافًا عنهم، يتبع الإنسان تأقلمًا يتخطى البعد البيولوجي.

ولكن عدم التخصص هذا هو تعبير عن “بدائية” الكائن، وبالتالي، من هذا المنظور يعتبر الإنسان كائنًا بدائيًا من الناحية البيولوجية. ومن هذا المنحى، يمكننا أن نصرح بأن الإنسان كائن أقل تطورًا بيولوجيًا من الكائنات الأحدية الخلايا، لأنه أقل تأقلمًا بيولوجيًا منها.

ذكاء الحيوانات

وبالسؤال عن ذكاء الحيوانات، توقف الأب لوبيز في المقام الأول على مفهوم الذكاء، مشيرًا إلى أنه عندما نتحدث عن ذكاء في الحيوانات غالبًا ما نعني قدرة سيكولوجية لتحقيق تصرفات تتطلب دقة عالية. ولكن إذا كان هذا هو فعلاً الذكاء، فهذا يعني أن كل الحيوانات ذكية، لا بل هي أذكى من الإنسان، لأن هذا الأخير يتمتع بقدرة حسية أضعف من الكثير من الحيوانات.

لذا، أشار المؤلف، التعبير الأنسب للتعبير عن هذا الواقع عند الحيوان هو الغريزة. ومن صفات الغريزة أن تتصرف انطلاقًا من مبدأ ثابت ومتخصص في الأصل. أما الذكاء، فهو يبدأ بالتصرف بطريقة غير أكيدة تستطيع الخطأ في البدء، ثم لا يبرح أن تتطور، لأنه يتمتع بقدرة عالية على التعلم والتطور.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير