الفاتيكان، الأحد 18 مايو 2008 (Zenit.org). – عن إذاعة الفاتيكان – رحب البابا بندكتس الـ16 بالمشاركين في لقاء المجلس الأعلى للأعمال الحبرية الرسولية أثناء استقباله لهم السبت في القصر الرسولي بالفاتيكان وعلى رأسهم الكاردينال إيفان دياس رئيس مجمع تبشير الشعوب، فكانت مناسبة ليلقي فيهم كلمة تمحورت حول دور الكنيسة كلها التي هي رسولية بطبيعتها.
سلط البابا الضوء على أن موهبة الأعمال الحبرية الرسولية هي تعزيز محبة ملكوت الله المرتكز إلى التبشير بالإنجيل، فغدت عبر السنين أداة ثمينة في خدمة الأحبار الأعظمين الذين رفعوها إلى مرتبة الحبرية وخدمة رسالة الكنيسة المحلية في الأبرشيات. وقال فيها المجمع الفاتيكاني الثاني إنها وسائل لنشر روح جامع ورسولي حق في قلوب جميع الكاثوليك.
وشدد الحبر الأعظم على أن الرسالة مهمة وواجب كل الكنائس، لأن كل كنيسة محلية هي شعب مختار بين الأمم، مدعو لعيش وحدة الآب والابن والروح القدس “للإشادة بآيات الذي دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب”. فالكنيسة هي المكان الذي يتجلى فيه الروح بغنى مواهبه ويمنح كل مؤمن دعوة ومسؤولية الرسالة، التي هي شركة.
ولفت الأب الأقدس إلى أن يوحنا بولس الثاني أكد مسرورا أن “عدد الكنائس المحلية قد تعاظم وتوفر لها أساقفة وكهنة وأشخاص لحقل الرسالة، وأن الشركة بين الكنائس تقود إلى تبادل حيوي للخيور الروحية والعطايا، وأن الرسالة تعني كل المسيحيين، كل الأبرشيات والرعايا، كل المؤسسات والجمعيات الكنسية”. كذلك أكد البابا بولس السادس في رسالته لليوم العالمي للسلام 1968 أن “الأعمال الحبرية الرسولية وعلى رغم كونها أعمال البابا هي في قلب الأسقفية والأبرشية وكل شعب الله”. إنها أداة مميزة وأساسية لتربية وتهذيب الروح الرسولي العام تعبيرا عن الشركة بين الكنائس.
وسطر بندكتس الـ16 مهمة تبشير الإنسانية الملح والضروري، لأن موهبة الأعمال الحبرية الرسولية ودورها لن يتوقفا أبدا، ولأن الرسالة واجب: “ويل لي إن لم أبشر” (1 كور 9/16). وتابع يقول إن بولس الرسول الذي جاب أرض الإمبراطورية الرومانية مبشرا بيسوع المسيح أدرك تماما أن الفداء والرسالة هما عمل حب.
“فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس وعلموهم أن يحفظوا كل ما أوصيتكم به” (متى 28/19)، أضاف البابا، كلمات تشكل التزاما رسوليا ومهمة إلزامية للكنيسة الجامعة ولكل فرد مؤمن بالمسيح. وهذا الالتزام الرسولي هو واجب وحق لا بديل عنه كما أنه تعبير خاص عن الحرية الدينية المتمثلة في البعدين الأخلاقي الاجتماعي والأخلاقي السياسي.