روما، الأحد 18 مايو 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الثامن عشر من مايو للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
فسحة رجاء لعدم أمانتنا
يتسلم بطرس رسالته من المسيح القائم. يتم اللقاء على ضفاف بحيرة طبرية. يخبرنا يوحنا الإنجيلي عن الحوار. هناك لعب مهم على الكلام. باليونانية، كلمة “فيليو” تعني محبة الصداقة، وهي محبة حنان ولكنها ليست شمولية؛ بالمقابل كلمة “أغاباو” تعني حبًا دون حدود، كليًا وغير مشروط. يسأل يسوعُ بطرسَ مرةً أولى: “سمعان… أتحبني (أغاباس-مي)” حبًا كليًا وغير المشروط؟ (يو 21، 15). قبل خبرة الخيانة، كان الرسول ليقول بكل تأكيد: “أحبك (أغابو-سي) بلا شروط”. أما الآن وقد خبر حزن ومرارة عدم الأمانة، ومأساة ضعفه، يقول بتواضع: “يا رب أنت تعرف أني أحبك (فيلو-سي)”، أي “أنا أحبك بحبي البشري الضعيف”. ويصر المسيح: “سمعان، هل تحبني ذلك الحب الكلي الذي أريد؟” ويكرر بطرس جواب الحب البشري المتواضع: “كيريي، فيلو-سي”، “يا رب، أحبك بحسب قدرتي على الحب”. المرة الثالثة، يقول يسوع لسمعان: “فيلييس-مي؟”، “هل تحبني؟” ويفهم بطرس أن حبه الفقير هو كافٍ ليسوع، فهو الحب الوحيد الذي يستطيعه، ولكنه يحزن لأن الرب تحدث إليه بهذا الشكل. ولذا يجيب: “يا رب، أنت تعرف كل شيء، أنت تعرف أني أحبك (فيلو-سي)”. هذا يعني أن يسوع وضع نفسه على مستوى بطرس، وليس بطرس من رفع نفسه إلى مستوى يسوع! هذه المطابقة الإلهية بالضبط، هي التي تمنح الرجاء للتلميذ الذي اختبر ألم عدم الأمانة. تتولد من هنا الثقة التي تمكنه من اتباع المسيح إلى المنتهى.