العشرون من مايو
روما، الثلاثاء 20 مايو 2008 (ZENIT.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم العشرين من مايو للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب "بندكتس".
"أنا" المسيح والكاهن
تسهل الذبيحة الافخارستية الشركة مع الألوهة، وينال الإنسان هبات الألوهة من وبواسطة هذه الذبيحة... هو الله الذي يهب نفسه، ويرفع الإنسان إلى صنعه ويسمح له أن يكون في الوقت عينه هبة ومتقبلاً... ولكي يكون حاضرًا الآن ما تحقق عندها، يجب التلفظ بكلمات "هذا هو جسدي – هذا هو دمي". ولكن الناطق بهذه الكلمات هو "أنا" يسوع المسيح. هو وحده يستطيع أن يقول هذه الكلمات؛ إنها كلماته هو. ما من إنسان يستطيع أن يتجرأ أن يأخذ على عاتقه "أنا" أو "خاصة" يسوع المسيح – ولكن مع ذلك، يجب التلفظ بالكلمات لكي لا يبقى السر أمرًا من ماضٍ غابر. لذا هناك حاجة إلى سلطان للتلفظ بهذه الكلمات، وهو سلطان لا يستطيع أحد حمله، ولا تستطيع جماعة، ولا عدة جماعات مجتمعة أن تمنحه. وحده يسوع المسيح، في الشكل "الأسراري" الذي منحه للكنيسة، يستطيع أن يمنح هذا السلطان. على الكلمة أن تدخل في الإطار الأسراري، يجب أن تكون جزءًا من "سر" الكنيسة، التي تشترك في سلطان ليست هي مؤسسته، بل هي تنقله وحسب. هذا ما نعني به عندما نتحدث عن "سيامة" و "كهنوت". عندما نفهم هذا الأمر، يضحي واضحًا أن أمرًا ما يحدث في افخارستيا الكنيسة، وهذا الأمر يذهب إلى ما وراء أي احتفال بشري، وأي عمل بشري مشترك، وأي جهد ليتورجي من قبل جماعة ما. ما يجري هو سر الله، الذي يهب نفسه لنا عبر يسوع المسيح في موته وقيامته. هذا ما يجعل الافخارستيا أمرًا لا بديل عنه؛ هذا هو ضمانة هويتها.