لنتأمل مع بندكتس

الثالث والعشرون من مايو

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

روما، الجمعة 23 مايو 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الثالث والعشرين من مايو للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.

غسل الأرجل

 

في حدث غسل أرجل التلاميذ يلخص الإنجيلي، بشكل ما، كامل رسالة يسوع، وحياته وآلامه. وكأننا نعاين في رؤية الحقيقة بالكامل. يمثل لنا غسل أقدام التلاميذ كل ما يفعله يسوع وكل ما هو بالذات. هو، الرب، ينحدر إلينا؛ يضع جانبًا وشاح مجده ويضحي عبدًا، يقف على الباب ويقوم بعمل العبيد المتمثل بغسل الأرجل. إن هذا هو معنى حياته وآلامه بأسرها: أي أنه ينحني نحو أقدامنا القذرة، إلى وسخ البشرية، وبحبه العظيم يغسلنا ويطهرنا. كانت الغاية من غسل العبيد للأقدام إعداد النديم بشكل لائق للجلوس على المائدة، وتهيئته للصحبة، حتى يستطيع الكل أن يجلسوا سوية لتناول الطعام. وكأن يسوع المسيح يُعِدّنا للوقوف بحضرة الله ولرفقة بعضنا البعض، حتى نستطيع أن نجلس سوية على الوليمة. إنه يقوم باستقبالنا وقبولنا، نحن الذين نختبر بشكل متكرر أننا لا نحتمل بعضنا البعض، ونشعر بأننا غير أهل لنقف أمام الله. ننال الغسل بقبولنا أن نستسلم لحبه. معنى هذا الحب أن الله يقبلنا دون شروط مسبقة، حتى عندما لا نكون مستحقين لحبه، وغير قادرين أن ندخل في علاقة معه، لأنه يسوع المسيح يحولنا ويضحي أخًا لنا.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير