الخامس والعشرون من مايو
روما، الأحد 25 مايو 2008 (ZENIT.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الخامس والعشرين من مايو للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
العطش البشري والروح القدس
إن العطش البشري الأعمق يصرخ طالبًا الروح القدس. فهو، وهو وحده، في العمق، الماء العذب الذي لا حياة دونه. في صورة الينبوع، والماء الذي يروي ويحول القفر، يجد الإنسان وعدًا سريًا، سر الروح القدس الذي يضحي مرئيًا بشكل لا يوصف، يعجز أي تأمل فكري عن استيعابه. في عطش الإنسان، وفي انتعاشه بفضل الماء، يرتسم ذلك العطش المطلق والأكثر جذرية الذي لا يستطيع أي ماء أن يرويه… الروح القدس هو منذ الأزل، وبطبيعته الذاتية، هبة الله، الله كهبة ذات كلية، كهدية. بهذا المعنى، يتجسد المعنى الداخلي وركيزة تاريخ الخلق والفداء في طبيعة كينونة الروح القدس كهبة (donum) وواقع (datum)… إنه الله، الله الذي لا يهب شيئًا سوى الله؛ يهب نفسه وبهذا يهب كل شيء. لهذا السبب بالذات، لا تطلب الصلاة المسيحية أي شيء كان؛ لا إنها تطلب هبة الله التي هي الله ذاته، تطلبه هو.