روما، الاثنين 26 مايو 2008 (ZENIT.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الخامس والعشرين من مايو للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
الروح القدس هو الحب
هبة الله هي الروح القدس. هبة الله هي الحب – الله يشارك نفسه بالروح القدس كحُب… يكشف حضور الروح القدس عن ذاته عبر الحب. الحب هو مقياس الروح القدس في وجه كل الأرواح التي ليست مقدسة؛ بالواقع، الحب هو حضور الروح القدس بالذات، وبهذا المعنى هو حضور الله. المفهوم المحوري والأساسي الذي يجمع ماهية الروح القدس ومفاعيله، هو في المقام الأخير، الحب لا “الفهم”… يمكن القول أن معيار الحب الأساسي، و “عمله الخاص”، – وبالتالي “العمل الخاص” بالروح القدس – هو هذا: أن يضحي حضورًا دائمًا. الحب يكشف عن نفسه عبر الثبات. لا يمكن التعرف إليه في لحظة ما وفي تلك اللحظة وحسب؛ بل عبر الاستمرارية، حيث يتخلص من الحيرة، ويحمل الأبدية في أحشائه. ولذا، بنظري، العلاقة بين الحب والحقيقة هي معروضة هنا: الحب، بمعناه الكامل، يمكن أن يكون حاضرًا فقط عندما تدوم الأشياء، وعندما تستمر. وبما أنه أمر يتعلق بالاستمرارية، فهو لا يستطيع أن يحدث أينما كان، بل فقط حيث هناك الأبدية.