البابا يتحدث عن شخصية القديس غريغريوس الكبير

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

الفاتيكان، الأربعاء 28 مايو 2008 (Zenit.org). – تحدث البابا بندكتس السادس عشر في تعليم الأربعاء عن البابا غريغريوس الكبير وهو “شخصية من أكبر الآباء في تاريخ الكنيسة، وهو واحد من معلمي الغرب الأربعة”.

 وتطرق في استعراض حياته إلى المشكلة التاريخية الأساسية في عهده والتي كانت تضرب إيطاليا وروما في تلك الأيام وتؤثر في الصعيدين المدني والكنسي أي المسألة اللونغوباردية. وقد كرس لها الباب كل الطاقات الممكنة سعيًا لحل سلمي حق.

 وقال البابا متحدثًا عن موقف البابا الحكيم أمام هذه المسألة: “خلافًا للأمبراطور البيزنطي الذي كان ينطلق من حكم مسبق بأن اللونغوبارديين هم مجرد برابرة وغازين يجب التغلب عليهم وإبادتهم، كان القديس غريغوريوس ينظر إلى تلك الشعوب بعين الراعي الصالح، ويهتم بكيفية إعلان كلمة الخلاص لهم، مقيمًا معهم علاقات أخوّة من أجل مستقبل سلام مبني على الاحترام المتبادل والتعايش السلمي بين الإيطاليين، والإمبراطوريين، واللونغوبارديين”.

 وقام البابا بمباحثات حثيثة مع الملك اللونغوباردي أجيلولفو أدت هذه المباحثات إلى فترة هدنة ومن ثم إلى معاهدة سلام ثابتة.

 ولفت بندكتس السادس عشر أنه “تم التوصل إلى هذه النتيجة الإيجابية بفضل الاتصالات المتوازية، التي كان البابا يقوم بها مع الملكة تيودوليندا، التي كانت أميرة في بافييرا، والتي، خلافًا لسائر رؤساء الشعوب الجرمانية، كانت كاثوليكية، وكاثوليكية بالعمق”.

 وأضاف: “يحتفظ بسلسلة من رسائل البابا غريغوريوس إلى هذه الملكة، يكشف فيها عن تقديره وصداقته لها. تمكنت تيودوليندا رويدًا رويدًا أن تقود الملك إلى الدين الكاثوليكي، وهيأت بالتالي السبيل إلى السلام”. واعتبر البابا أن دور هذه الملكة يشكل “شهادة جميلة لدور المرأة في الكنيسة”.

 إضافة إلى هذا العمل السياسي في إحلال السلام كان البابا رجل صلاة عميقة، وكانت علاقته الحميمية بالله مصدرًا لعلاقته الطيبة مع المؤمنين والمسؤولين المدنيين.  هذا وقام في روما وفي مناطق أخرى في إيطاليا “بعمل نبيه في إعادة التنظيم الإداري، مقدمًا توجيهات محددة لكي يتم تدبير خيور الكنيسة، الضرورية من أجل قيام عمل التبشير في العالم، بإنصاف كامل، وبحسب قواعد العدل والرحمة”.

 ولفت البابا أنه “كان يحرص على أن يتم حماية المزارعين من ظلم وكلاء الأراضي التي تملكها الكنيسة، وفي حال الاحتيال، كان يحرص على التعويض لهم، لكي لا يتم تشويه وجه عروسة المسيح بالأرباح غير المستقيم”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير